--------------------------------------------------------------------------------
قصـة مـأساوية حزينـة
لا ينصح بها لذوي الأحاسيس المرهفة
اليوم ليس كأي يوم مر عليك في حياتك
لماذا لم تعد الحياة بهذه البهجة؟
لماذا أظلمت الدنيا أمام عينيك؟
لماذا تشعر بهذا الشعور المقيت الذي يعتصر قلبك عصرا و يملؤنك
بالمرارة؟
بالتأكيد تعرف السبب لكنك تحاول أن تتجاهله
لكن كيف بالله عليك, تتجاهل حقيقة أن حبيبتك قد تخلت عنك اليوم؟
الأسباب ؟؟ لا تعلم .. فقط تعلم أنها هاتفتك هذا الصباح لتقول لك:
لقد اتضح لي أنني لم اكن أحبك.. أرجو ألا تكلمني مرة أخرى لأنني
سأرتبط بشخص آخر
وأغلقتْ السماعة في قسوة.. و أنت تمسك بالسماعة منتظرا أن تسمع
تفسيرا ما
لا يهم التفسير
إنها لا تحبك و ستكون لغيرك.. هذا يكفي
هل تهم الأسباب بعد ذلك ؟
تحاول أن تتناسى الأمر لكن الذكريات تلح عليك بجنون
هذا الكورنيش الذي كنتما تمشيان عليه معا
هاتفك المحمول المليء برسائلها يذكرك بها كلما نظرت إليه
لقد تغلغلت في حياتك حتى أصبح كل ما فيها يذكرك بها
تتذكر وعودها لك.. تتذكر أحلامكما معا.. تتذكر كل لحظة قضيتماها معا
ليس من السهل أن تتناسى كل ذلك في لحظات
أقل ما يقال أنها صدمة عصفت بكل ما في حياتك
ليس سهلا شعور الرفض هذا.. أن يرفضك شخص لمجرد أنك أنت
..يا للإهانة
تحاول استعادة توازنك و تقديرك لذاتك.. لستَ سيئا لهذه الدرجة.. هي
لا تحبك و هذا شأنها.. لكن ابنة الحاج محمود.. مثلاً.. تفعل.. أليس
كذلك؟؟
ألا تهيم بك حبا؟
ألا يريد والدك أن تتزوجها لأن الحاج محمود شريكه في المصنع؟ على
اعتبار أنه من الحكمة أن يكون زيتنا في دقيقنا كما يقول؟
كنت ترفض كل هذا من أجل حبيبتك.. كنت ستحارب العالم من أجلها لأنك
تحبها و تظن أنها تحبك
و لكن كل شيء اختلف الآن
ها قد تخلت عنك أيها التعس.. فماذا عساك تفعل؟
من غير الحكمة أن تدخل في علاقة عاطفية بعد انتهاء علاقة أخرى.. لكنك
لا تعرف هذه المعلومة , لذلك قررت أن تستعيد كرامتك.. و تقرر شيئا
ما لو استشرت أحدا فيه لما وافقك عليه
تذهب لوالدك و تقول له أنك تريد أن تخبره بشيء مهم ما
نتفرد بوالدك و تخبره بأنك قد ندمت على عصيانك له.. وأنك أدركت أن
من الحكمة أن تختار شريكة حياتك على أسس صحيحة
يشرق وجه والدك فتخبره أنك قد فكرت في كلامه و قررت أن تطيعه في
موضوع الزواج
يبتسم والدك وتدمع عيناه تأثرا.. يحتضنك ويخبرك بكونه فخورأ لأنك
نضجت أخيرا وبأنه يريد أن يفرح بك قبل ان يموت
تخبره بأنك على استعداد أن تذهب للحاج محمود اليوم لتقرآ الفاتحة..
فخير البر عاجله كما يعلم الجميع
جالس أنت مع والدك في منزل الحاج محمود الفخم
تجلس بجواره ابنته الحسناء ناظرة للأرض في خجل.. تبدأ في التفكير في
أن الفكرة ليست بهذا السوء كما ظننت
هؤلاء القوم يعرفون قيمتك ويرحبون بالأمر.. والفتاة تحبك فيما يبدو
منذ فترة
ستقنع نفسك بحبها فيما بعد.. ستحاول و لن يكون الأمر مستحيلا
كما أن الموقف شفى كرامتك تماما
يا للروعة
" فلنقرأ الفاتحة جميعا "
قالها أحدهم فراح الجميع يقرؤون الفاتحة في خشوع
و لا الضالين.. آمين.. ألف مبروك يا جماعة.. ربنا يتمم بخير
........
تصلك رسالة على هاتفك المحمول في هذه اللحظة الجليلة
تقرأ الرسالة فتجدها من حبيبتك السابقة.. تقول فيها: ما رأيك في
كذبة إبريل التي أخبرتك بها هذا الصباح؟ كل عام و أنت بخير يا
حبيبي.. أحبك للأبد
تفكر جدياً
حقا, من الغباء أن يكون المرء غبياً