منتديات عامل من تاميكو
نورت منتديات عامل من تامبكو بقدومك
أشرقت الأنوار بقدومك وتدفق النهر بإطلالك

وغردت الطيور بك فيا أهلا ويا سهلا بالقلب نبعثر

التراحيب ونزف استقبالنا معطر بالورد و الكادي

مملوء بالحب والشوق والمشاعر أتمنى لك ألاستفادة بيننا
فأهلا بك زائرنا الكريم ويشرفنا بتسجيلك
ستسعدنا بتسجيلك وإنضمامك إلى اسرة المنتدى
أحمد الزعبي
منتديات عامل من تاميكو
نورت منتديات عامل من تامبكو بقدومك
أشرقت الأنوار بقدومك وتدفق النهر بإطلالك

وغردت الطيور بك فيا أهلا ويا سهلا بالقلب نبعثر

التراحيب ونزف استقبالنا معطر بالورد و الكادي

مملوء بالحب والشوق والمشاعر أتمنى لك ألاستفادة بيننا
فأهلا بك زائرنا الكريم ويشرفنا بتسجيلك
ستسعدنا بتسجيلك وإنضمامك إلى اسرة المنتدى
أحمد الزعبي
منتديات عامل من تاميكو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا بك يا زائر في منتديات عامل من تاميكو
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بحجابي افتخر
عامل قيد الترفيع
عامل قيد الترفيع
بحجابي افتخر


رقم العضوية : 26
20/07/2010
البلد : العراق
الجنس : انثى
العمر : 41
المساهمات : 638
نقاط : 101474
السٌّمعَة : 6
العمل/الترفيه موظفة
  : الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي W610

الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي Empty
مُساهمةموضوع: الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي   الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 23, 2010 6:40 pm

الجزء الخامس
الفصل السادس عشر

لا أحتمل الكتابة عن تلك الأيام التي حدثت من شهر آذار . . بوارو مات ! لقد كان في علبة الكبريت لمسة شيطانية , كان محتما أن تفلت أعوادها غير المرتبة اهتمامه فيسرع لكي ينسق أعوادها المبعثرة , و هكذا سببت اللمسة الانفجار !

الحق أنني أنا الذي عجلت في الكارثة , و هدا ملأني ندما لا ينفع و لا يدفع !

قال الدكتور ريدغوي بأن نجاتي كانت معجزة , لكن ارتجاجا طفيفا أصابني , و بعد أن استرجعت وعيي مشيت مترنحا إلى الغرفة المجاورة قبل حلول ظلام اليوم الذي تبع الحادث , و رأيت بحزن عميق تابوتا من خشب الدردار ترقد فيه بقايا واحد من أروع الرجال الذين عرفتهم !

و منذ أول لحظة عاد فيها وعيي كان عندي هدف واحد . .الانتقام لموت بوارو و أن أصيد الأربعة الكبار بلا رحمة . . و ظننت أن الدكتور ريدغوي يفكر مثلي , و لكن الطبيب الطيب بدا فاترا و لم أدر لماذا ؟ . . (( عد إلى أمريكا الجنوبية )) , هكذا ظل ينصحني . . لماذا ؟ لقد قال بأن بوارو الخارق قد فشل فهل أنجح أنا ؟

لكنني أصررت و تجاهلت كل تشكيك في قدراتي . . لقد عملت مع بوارو طويلا فعرفت منه أسلوبه , و شعرت بالقدرة التامة على متابعة العمل الذي رسمه . . لقد قتل صديقي قتلة قاسية , فهل علي أن أؤوب إلى أمريكا دون جهد لإحضار قتلته أمام العدالة ؟

قلت هذا كله و أكثر منه لريدغوي الذي كان ينصت لي قبل أن يعلق قائلا :

- مهما يكن فإني أنصحك , و لو كان بوارو نفسه بيننا لكان ألح عليك بالعودة , أتوسل إليك باسمه يا هيستنغز أن تترك هذه الفكرة المتهور و ترجع إلى مزرعتك !

و ما زلت على جوابي فلم يقل شيئا و هز رأسه بأسف !

و مضى شهر استعدت فيه عافيتي و عند نهاية شهر نيسان سعيت و عقدت لقاء مع وزير الداخلية فكان رأي السيد كراوثر يذكرني بكلام الدكتور ريدغوي , ففي حين كان يشكر لي كان يرفض عرضي بلطف و حذر , أوراق بوارو صارت في حوزته و قد أكد لي بأنه سيتخذ كل عمل جائز لمواجهة الخطر الذي يدنو و يقترب

و مع هذا العزاء البارد حملت على الاقتناع , أنهى السيد كراوثر اللقاء بأن ألح علي أن أعود إلى أمريكا . . لقد رأيت كل المسألة لا ترضيني . . و الآن يجب أن أصف جنازة بوارو

كان احتفالا وقورا مهيبا و كلمات الإجلال التي قيلت كانت فخمة جزيلة , لقد جاء المعزون من أماكن شتى و توافدوا إلى المكان الذي اختاره صديقي لنفسه . . بلد إقامته ! لقد غلبني الحزن و أنا أقف عند جانب المقبرة و ذكرت جميع تجاربنا المختلفة و الأيام السعيدة التي عشناها معا

في بداية شهر أيار رسمت خطة الحملة : لن أفعل خيرا من اتباع خطة بوارو في الإعلان من أجل جذب كلود داريل , و نشرت إعلانا في عدد من الصحف الصباحية , و كنت أجلس في مطعم صغير في سوهو و أرى تأثير الإعلان من خلال قراءتي للصحف

فجأة صدمتني فقرة صغير صدمة عنيفة . . (( اختفى السيد جون إنغليز من السفينة (( شنغهاي )) بعد مغادرتها ميناء مرسيليا بقليل , و رغم أن الجو كان هادئا تماما لكن يخشى أن الرجل المسكين قد سقط من السفينة )) , و انتهت الفقرة بحديث مقتضب حول خدمة السيد إنغليز الطويلة و المميزة في الصين

كان الخبر غير سار , أدركت أن وراء مقتل إنغليز دافعا شريرا , لم أصدق أبدا النظرية القائلة بأنه مات بحادث , قطعا كان موته من فعل الأربعة الكبار الملعونين !

و بينما كنت مذهولا من المصيبة أقلب المسألة كلها في دماغي داخلني خوف من سلوك الرجل الجالس مقابلتي و لم أكن قد أعرته كبير اهتمام . كان نحيفا أسمر متوسط العمر شاحب البشرة ذا لحية خفيفة , جلس مقابلي بهدوء تام حتى أنني لم أحس بقعوده , لكنه الآن صار يفعل فعلا غريبا قطعا : مال إلى الأمام و نثر عمدا أربع كومات من الملح حول حافة صحني , قال بصوت كثيب :

- اسمح لي : إنهم يقولون أن تقديم الملح هو نوع من المواساة للغريب , أرجو أن تكون فهمت . .

صنع – في دلالة مؤكدة – عند صحنه ما فعله لي , إن الرمز ((4)) كان واضحا !

نظرت إليه بإمعان , لم أستطع أن أرى أنه يشبه تيمبلتون الصغير و لا جيمس الخادم أو أيا كان من الشخصيات الأخرى المختلفة التي صادفتنا , لكنني كنت جازما بأنني أواجه رقم (( 4)) المروع نفسه , الصوت كان فيه شبه ضعيف من صوت الرجل الغريب ذي المعطف المزرر الذي زارنا في باريس

نظرت حولي مترددا حول رد فعلي المناسب , و بدا أنه يقرأ أفكاري , تبسم وهز رأسه بلطف و قال :

- لا أنصحك بهذا , تذكر ما حدث من العجلة في باريس , طريق هروبي مفتوحة تماما , أنت تضمر الشر قليلا يا كابتن هيستنغز . .

قلت و أنا أختنق من الغضب :

- تبا أيها الشيطان !
- غضبان . . أنت تافه غضبان , لا بد أن صاحبك الراحل أخبرك بأن الرجل الذي يظل هادئا يجني دائما منفعة عظيمة . .

صحت فيه :

- تجرؤ أن تتكلم عن الرجل الذي قتلته بتلك الطريقة القذرة . . .

قاطعني قائلا :

- جئت هنا من أجل هدف سلمي , لكي أنصحك أن تعود إلى أمريكا الجنوبية فورا , إن فعلت ذلك فستنتهي المسألة بقد ما يعني ذلك للأربعة الكبار و لن نؤذيك أنت و لا زوجتك , أعدك بذلك

ضحكت بازدراء :

- و إذا رفضت ؟
- هذا ليس أمرا , دعنا نقل بأنه . . تحذير , التحذير الأول , أنصحك أن لا تضيعه . .

ثم نهض و انسل خارجا بسرعة نحو الباب قبل أن أقدر نيته , لحقته لكن حظي كان تعيسا , فقد اصطدمت برجل بدين سد الطريق , و لما فككت نفسي منه كان طريدي يجتاز مدخل الباب , و قابلني نادل يحمل كومة كبيرة من الصحون صدمني أيضا دون إشعار , و ما إن وصلت الباب حتى كان الرجل قد اختفى !

كان اعتذار النادل سمجا , و الرجل البدين جلس بهدوء على طاولة و طلب غذاء , ربما كان كلا الحادثين مصادفة , لكنني كنت أعرف جيدا أن عيون الأربعة الكبار في كل مكان !

لقد شدني تحذير الرجل , لكنني سأعمل أو أموت من أجل قضية صالحة

و لم إجابات مفيدة عن الإعلانات , إنما وردتني إجابتان من ممثلين عملا مع داريل قليلا و لم يكونا يعرفانه عن قرب و لم يذكرا هويته أو مكانه !

مرت عشرة أيام و لم تظهر علامة أخرى من الأربعة الكبار , و كنت أقطع هايد بارك و أنا حيران أفكر , ناداني صوت امرأة جاهر , يبدو أنها أجنبية . .

- أنت كابتن هيستنغز , أليس كذلك ؟

توقفت سيارة أجرة فاخرة جنب الرصيف , و أطلت منها امرأة تلبس ثوبا أسود و عقدا من اللؤلؤ رائعا . . عرفتها : الكونتيسة فيرا روساكوف . . جندية الأربعة الكبار !

كان لبوارو ولع خفي بالكونتيسة , شيء ما فيها جذب الصغير , كان في لحظات الحماس يقول بأنها امرأة تساوي ألفا من النساء ولو كانت تعمل ضدنا . .

روساكوف : آه , لا تعبر الشارع , عندي شيء هام جدا و أريد أن تسمعه , و إياك أن تسعى إلى اعتقالي لأن ذلك سيكون غباء منك , أنت غبي لأنك عازم ألا تطيع تحذيرنا , و هذا هو تحذيرنا الثاني جاءك معي : (( غادر إنكلترا في الحال , قعودك لا يفيد , لن تجني شيئا هنا أبدا ))


- كلكم مهتمون بإخراجي من البلد , عجبا !

هزت روساكوف رأسها استهجانا . .

- أنا أظن أنك أحمق , كنت سأتركك هنا تعمل بسعادة , لكن الرؤساء يخافون كلمة منك ربما تساعد أولئك الذين هم أكثر ذكاء منك . .

كظمت غيظي , كلمتها هذه أزعجتني لأن فيها إشارة استخفاف بي . قالت :

- هذا ما سوف يكون , من السهل أن ينفوك , لكنني أشفق على الناس أحيانا , إنني أناشدك , إن لك زوجة صغيرة حسناء في مكان ما , أليس كذلك ؟ و لسوف يسعد الرجل الصغير في قبره أنك لم تمت , لقد كان يعجبني , كان ذكيا ! لو لم تكن قضية أربعة مقابل واحد لعظمناه كثيرا . . لقد كان بوارو أستاذي , لقد أرسلت إكليلا إلى الجنازة إعلانا بإعجابي , إكليلا كبيرا من الورود القرمزية التي أحبها

استمعت إليها في صمت و حقد و ما زالت تتكلم :

- أنت كالبغل , حين يحرك أذنيه و يرفس , حسنا , فقد أبلغتك تحذيري فتذكر , الإنذار الثالث سيأتي من يد المدمر . .

و أشارت إلى السائق فانطلقت السيارة , لاحظت رقمها لكن لا أرجو أملا من هذا ؛ الأربعة الكبار لا يتركون هذه التفصيلات

ذهبت إلى البيت هادئا قليلا , لقد عرفت من السيل الجارف نم كلماتها حقيقة واحدة : حياتي في خطر ! لا , لن أتخلى , بل أمضي بحذر شديد و أحترس . .

و بينما أنا أعرض كل هذه الحقائق و أدرس خير طريقة للعمل رن الهاتف :

- نعم .. مرحبا .. من يتكلم ؟
- مستشفى سانت جيلز , عندنا رجل صيني طعن بالسكين و أحضر إلينا , لن يعيش طويلا , لتصلنا بك لأننا وجدنا في جيبه قصاصة ورق عليها اسمك و عنوانك . .
- سأحضر فورا

كنت مذهولا !

مستشفى سات جيلز بجانب أحواض السفن , إذن فلعل الصيني يكون قد خرج لتوه من سفينة . . أم أن الأمر كله فخ ؟ مهما يكن فربما يكون لشانغ ين يد فيما يجري ! لن تضرني زيارة المستشفى , عسى أن يبوح لي الصيني المحتضر بشيء أستنير به , لكنني سأتكلف الحماقة و أنا – في الواقع – يقظان

وصلت المستشفى , و بعد أن عرفت بنفسي قادتني بعض الممرضات فورا إلى جناح الحوادث

رأيت الصيني راقدا بدون حركة , جفناه مغمضان و صدره ينبض نبضا ضعيفا يدل أنه مازال يتنفس . وقف عنده الطبيب و أصابعه تجس النبض , همس :

- كأنه ميت , هل تعرفه ؟
- لا , لم أره من قبل أبدا
- إذن ما شأن اسمك و عنوانك في جيبه ؟ أنت كابتن هيستنغز , أليس كذلك ؟
- بلى , و لكنني لا أدري . .
- عجبا ! أوراقه تثبت أنه كان خادما عند رجل يدعى إنغليز , موظف مدني مسرح , و أنت تعرفه , أليس كذلك ؟
- لقد رأيت خادم إنغليز من قبل لكني لا أستطيع أن أميز صينيا عن آخر , لابد أنه كان مع إنغليز في طريقه إلى الصين و بعد حصول الكارثة رجع هنا برسالة قد تكون خاصة بي , يجب أن أسمع الرسالة .. سألت الطبيب :

- هل هو في وعيه ؟ ألا يستطيع الكلام ؟ السيد إنغليز كان صديقي القديم و لعل هذا المسكين قد أحضر لي رسالة منه , إذ يعتقد أن السيد إنغليز قد اختفى عن ظهر سفين قبل عشرة أيام . .

- إنه واع لكن ربما لا يستطيع النطق , فقد دما كثيرا , أستطيع أن أعطيه حقنة منشطة لكننا عملنا كل ما بوسعنا

و حقنه الطبيب بإبرة تحت الجلد و بقيت عنده راجيا أن يتكلم كلمة واحدة أو إشارة ربما تكون هامة عندي , ولكن الدقائق مرت و لم يتحرك

و فجأة , خطرت ببالي فكرة مقلقة . .

ألم أكن قد وقعت في فخ ؟ فليكن هذا الرجل انتحل شخصية خادم إنغليز و أنه في الحقيقة جندي للأربعة الكبار , ألم أقرأ مرة أن كهنة في الصين يقدرون أن يتظاهروا بالموت ؟ أو أبعد من ذلك : لعل لي شانغ ين قد أمر جماعة من جنوده الذين يحبون أن يتظاهروا بذلك . . لا بد أن أحذر . .

في اللحظة هذه تحرك الرجل في سريره , فتح عينيه , همس كلاما و عينه علي , لم يقم بأي حركة تدل أنه عرفني , و لكني أدركت حالا أنه يريد أن يكلمني , وسواء كان صديقا أو عدوا , ينبغي أن أستمع إليه

انحنيت فوق السرير لكنني لم أفهم شيئا من صوته المتهدج , سمعت كلمة (( هاند )) و لم أفهمها , ثم سمعت كلمة أخرى (( لارغو )) , حدقت إليه بذهول و سألته :

- (( هاندلز لارغو )) ؟

طرف أجفانه بسرعة كأنه وافق , ثم أضاف كلمة إيطالية :

- (( كاروزا )) ؟

ثم تراجع فجأة . دفعني الطبيب جانبا , كان كل شيء قد انتهى , فالرجل قد مات !

خرجت مرة أخرى إلى الهواء و أنا في حيرة . . إذا كنت أذكر (( كاروزا )) بشكل جيد فمعناها باص . . ماذا وراء هذه الكلمات القليلة ؟ الرجل صيني و ليس إيطاليا فلماذا يتكلم الإيطالية ؟ فإن يكن هذا خادم إنغليز فلا بد أن يعرف الإنكليزية . . الأمر عجيب , يا ليت بوارو عندي لكي يحل هذه المشكلة !

و دخلت بعد أن فتحت الباب و صعدت ببطء إلى غرفتي , فوجدت على الطاولة رسالة , فتحتها فتحجرت في مكاني في الحال , كان بلاغا من شكرة المحامين , الرسالة تقول :

(( سيدي العزيز ,

حسب وصية موكلنا السيد هيركيول بوارو نرسل إليك هذه الرسالة المرفقة التي وصلتنا قبل اسبوع من وفاته و فيها أنه يجب علينا أن نرسلها إليك في تاريخ معين بعد وفاته . .

المخلص . . .))

قلبت الرسالة المرفقة مرة تلو الأخرى , حتما هي من بوارو , أنا أعرف كتابته , و بقلب مثقل و لهفة فتحتها . . .

(( صديقي العزيز المحب ,
لن أكون موجودا لدى استلامك هذه الرسالة لا تأسف علي و لكن اتبع أوامري :
عند استلامك هذه الرسالة عد إلى أمريكا الجنوبية فورا , لا تكن عنيدا , إنني لا أناشدك أن تنجز هذه الرحلة من أجل العاطفة , بل إنها ضرورية , جزء من خطة بوارو , و لعلك فهمت يا صديقي الذكي . .
. . فليسقط الأربعة الكبار !
هيركيول بوارو )) .


قرأت هذا البلاغ مرارا , شيء واحد كان واضحا : لقد أعد الرجل المذهل لكل وجه حتى أن موته لم يضرب تسلسل خطته : أنا العضو المنفذ وهو العقل المدبر , أعدائي سوف يحسبون أني أطعت تحذيرهم فلا ينشغلون بي , و أعود دون اشتباه و أدمرهم . .

وأرسلت برقية و حجزت على السفينة (( أنزونيا )) في طريقي إلى بيونس آيرس , و بعد أن غادرت السفينة مرفأها أحضر لي المضيف رسالة أخذها من رجل ضخم يلبس معطف فرو غادر السفينة قبل أن ترفع ألواح المعابر الخشبية , فتحتها . . كان فيها كلمتان :
أنت حكيم .
رقم {{4}}

و ضحكت في نفسي

البحر كان هادئا , واستمتعت بعشاء حسن , و رأيت – مثل سائر زملائي المسافرين – أن ألعب مباراة أو اثنتين في البريدج , ثم عدت ونمت كالقتيل , و هذا حالي كلما ركبت سفينة

و صحوت من إحساسي بأنني كنت أهتز مرارا , رأيت – و أنا مذهول – قبطانا يقف فوقي

- شكرا لله ! صحوت أخيرا ؟ هل تنام دائما في هذه الهيئة ؟
- ماذا في الأمر ؟ هل أصاب السفينة شيء ؟
- ظننت أنك تعرف . . إنها أوامر قيادة البحرية , مدمرة تنتظرك لتأخذك معها
- ماذا؟ في وسط المحيط ؟
- ليس هذا شأني , لقد أرسلوا إلى السفينة شابا يحل محلك , و قد أقسمنا جميعا على السرية . هلا نهضت و لبست ثيابك ؟

فعلت ما طلب مني و أنا عاجز عن كتمان عجبي

تم إنزال قارب و حملت على ظهر مدمرة , و استقبلوني بترحيب لكني لم أفهم شيئا , كانت أوامر القائد أن أنزل في بقعة ما على الساحل البلجيكي , هناك تنتهي معرفته و مسؤوليته

كل شيء كان كالحلم , لكن ما استقر في قلبي أن هذا لا بد أن يكون جزءا من خطة بوارو , ينبغي أن أسير كالأعمى واثقا من صديقي الذي مات !

هبطت في نقطة ما , كانت هناك سيارة تنتظرني , و في الحال عبرنا سهول فليميش المنبسطة , و نمت في تلك الليلة في فندق صغير في بروكسيل , و واصلنا المسير في اليوم التالي , و دخلنا الغابات و الجبال , و عرفت أننا على جبال الأردنيز . . و فجأة تذركت أن لبوارو أخا يعيش في منتجع , لكننا لم نذهب إليه

تركنا الطريق الرئيسي و عرجنا ناحية الهضاب في مكان ما منعزل حتى وصلنا إلى قرية صغيرة فيها دار منعزلة , وقفت السيارة أمام بابها الأخضر . .

نزلت من السيارة , كان على مدخل الباب عجوز ينحني لي , قال بالفرنسية :

- كابتن هيستنغز ؟ أرجوك اتبعني

و سار أمامنا عابرا القاعة , و فتح في نهايتها بابا كبيرا على مصراعيه , ووقف جانبا لكي يسمح لي بالدخول . .

طرفت عيناي قليلا لأن الغرفة كانت من جهة الغرب و كانت شمس الأصيل تخترق الغرفة , ثم فتحت عيني و رأيت رجلا يمد يده إلي . . كان ذلك الرجل . . آه ! مستحيل . . كيف ؟ لكن , نعم . . صحت : بوارو !

و لم أحاول التهرب من العناق الذي غمرني به

- نعم , نعم , ليس سهلا قتل بوارو . .
- ولكن , بوارو . . لماذا ؟
- الحرب يا صديقي خدعة , كل شيء الآن جاهز لانقلابنا الكبير !
- لماذا لم تخبرني ؟
- لا يا هيستنغز , لم أتمكن ؛ لأنك ما كان يمكن أن تمثل دورك في جنازتي عندئذ بالاتقان الذي سارت عليه الأمور
- لكن الذي كنت سأكشفه . .
- لقد رسمت خطة من أجلك, بعد الانفجار خطرت لي فكرة لامعة و ساعدني على تنفيذها ريدغوي الطيب فيها : أنا ميت و أنت ستعود إلى أمريكا الجنوبية , لكن هذا يا صديقي مالم تكن لتفعله , فكان علي في نهاية المسألة أن أدبر مسألة رسالة المحامي , لكن , على كل حال ها أنت هنا , ذاك هو الشيء العظيم , و الآن نحن نستلقي هنا بعيدين حتى تأتي خطة الانقلاب الكبير الأخير . . الإطاحة بالأربعة الكبار !
الفصل السابع عشر

في معتزلنا الهادئ في جبال الأردنيز كنا نراقب الأمور . كانت تصلنا الكثير من الصحف , وفي كل يوم كان بوارو يتلقى ظرفا ضخما , واضح أنه يحتوي على تقرير من نوع ما .

لم يكن يريني هذه البيانات لكنني كنت أفهم من رجهه إذا كانت مرضية أو لا , إنه لم يتزحزح عن عقيدته أن خطتنا هي التي سوف تنجح قال لي في أحد الأيام :

- لقد كنت في خوف دائم من أن موتك يقف على عتبة بابي , و هذا جعلني غضبان , لكنني الآن راض تماما , ولو أنهم عرفوا أن كابتن هيستنغز الذي نزل في الأرجنتين هو رجل غيره فإنهم يظنون أنك تطوقهم بطريقة ذكية من عندك , و لن يجتهدوا في معرفة مكانك , هم مؤمنون بحقيقة واحدة . . أنني قد مت , سوف يستمرون في العمل و ينضجون خططهم
- و بعد ذلك ؟
- بعد ذلك يكون بعث هيركيول بوارو , سأعود و أظهر في اللحظة الأخيرة و أحقق النصر العظيم !

لقد عرفت أن غرور بوارو , و هو درع من فولاذ , يصمد في كل الهجمات و أن حماسه لا يفتر

- أنت ترى يا هيستنغز أنها كالحيلة الصغيرة التي تلعبها بالورق : تأخذ الشباب الأربعة , تقسمهم , و تقطع الورق و تخلطه , و هنا يعودون جميعا إلى بعض مرة أخرى . هذا هو هدفي : كنت أناضل مرة ضد واحد من الأربعة الكبار , و مرة ضد واحد آخر , , لكن دعني أجمعهم الآن جميعا مثل الشباب الأربعة , ثم بعد ذلك أدمرهم بانقلاب واحد
- و كيف تنوي جمعهم معا ؟
- بانتظار اللحظة الأشد خطورة , سنبقى بعيدين حتى يصبحوا جاهزين لأداء ضربتهم
- هذا يعني انتظارا طويلا !
- أنت دائما متعجل يا هيستنغز الطيب . . لا , لن يطول ذلك كثيرا , فالرجل الوحيد الذي كانوا يخافونه قد ابتعد عن طريقهم , شهران أو ثلاثة أشهر ليس أكثر

ذكرني كلامه بإنغليز و ميتته المأساة , ثم تذكرت أنني لم أخبر بوارو عن الرجل الصيني الذي كان يحتضر في مستشفى سانت غليز , أنصت إلى قصتي بانتباه شديد :

- خادم إنغليز ؟ و الكلمات التي نطقها كانت إيطالية ؟ هذا عجيب !
- هذا هو سبب شكوكي أنها ربما تكون مكيدة من الأربعة الكبار
- أخطأت يا هيستنغز , أعمل خلاياك الرمادية . . إذا أراد عدوك خدعتك فإنهم حتما سيجعلون ذاك الصيني ينطق بالإنكليزية نطقا ركيكا , لقد كانت الرسالة محكمة , أعد علي ما سمعته مرة أخرى . .
- قبل كل شيء ردد الكلمتين : (( هاندلز لارغو )) ثم قال : (( كاروزا )) معناها حافلة , أليس كذلك ؟
- و ماذا بعد ؟
- ثم قال (( كارا )) : اسم رجل ما أو اسم امرأة , و قال بعدها : (( زيا )) ..
- إن (( كارازيا )) هامة جدا يا هيستنغز
- لم أفهم . .
- يا صديقي العزيز , الإنكليز لا يعرفون الجغرافيا
- الجغرافيا ؟
- أقول بأن السيد توماس كوك ربما يكون هو الهدف مرة أخرى

و رفض بوارو أن يقول أي كلمة أخرى . كانت حيلة تبعث على السخط , لكنني لاحظت أنه صار فكاهيا مرحا كأنما سجل نقطة

و سارت الأيام مملة , كان في الدارة أعداد كبيرة من الكتب لكني كنت أضيق أحيانا بالخمول في حياتنا , و عجبت من هدوء بوارو , حتى كانت نهاية شهر حزيران الحد الأقصى الذي ضربه بوارو لهم حين وصلنا خبر عن الأربعة الكبار . .

وصلت سيارة إلى البيت في وقت باكر من الصباح , و كان ذلك حدثا غير عادي فنزلت مسرعا لكي أشبع فضولي , و جدت بوارو يكلم شابا في مثل عمري ذا وجه مرح , و قدمني إليه :

- هذا هو كابتن هارفي يا هيستنغز , و احد من أعظم رجال استخباراتكم شهرة !

قال هارفي وهو يضحك :

- أخشى أنني لست مشهورا بتاتا !
- لست مشهورا إلا بين هؤلاء الذين يعرفونك , معظم أصدقاء الكابتن هارفي يحسبونه رجلا قد نذر نفسه للحيل

ضحكنا نحن الاثنين , و قال بوارو :

- هيا إلى العمل , إذن فأنت ترى أن الوقت قد حان ؟
- حتما يا سيدي , لقد عزلت الصين أمس سياسيا , ماذا يجري ؟ لا أحد يعلم شيئا , كتمان طويل و صمت !
- قد كشف لي شانغ ين خططه . . ماذا عن الآخرين ؟
- آبي ريلاند وصل إنكلترا قبل أسبوع و طار إلى أوروبا أمس
- و مدام أوليفير ؟
- غادرت باريس الليلة الماضية
- إلى إيطاليا ؟
- إلى إيطاليا يا سيدي , كلاهما ذهب – حسب معلوماتنا – إلى المنتجع الذي أشرت إليه . لكن كيف عرفت أن . . ؟
- ذاك من عمل هيستنغز

نظر إلي هارفي بتقدير , و شعرت بعدم الارتياح . . قال بوارو :

- إذن فكل شيء يمشي بنظام – و صار وجهه شاحبا و جادا – لقد حان الوقت , هل تمت كل الإعدادات ؟
- كل شيء أمرت بتفيذه قد تم , إن حكومات إيطاليا و فرنسا و إنكلترا تقف وراءك !

قال بوارو باسترخاء :

- ذلك حلف جديد , إنني مسرور لأن ديسجارديو اقتنع أخيرا , جيد , إذن سوف نبدأ , أو – على الأصح – سوف أبدأ . أنت يا هيستنغز تبقى هنا , نعم , أرجوك حقا يا صديقي إنني لجاد

صدقته , لكني لم أرض أن أبقى هناك!
كان جدالا قصيرا و حاسما ثم كنا في القطار إلى باريس :

- إن لك دورا يا هيستنغز ؛ قد أفشل من دونك , لكني شعرت أن من واجبي أن ألح عليك بالبقاءء
- إذن ففي الأمر خطر ؟
- حيث يكون الأربعة الكبار يا صديقي يكون الخطر

وصلنا باريس , و ركبنا سيارة إلى جير دي ليست , ثم أعلن بوارو عن وجهته , كنا متجهين إلى بولزانوا الإيطالية

و حين خرج هارفي من مقصورتنا سألت بوارو لماذا قال بأن كشف موعد اللقاء كان من عملي فقال :

- لأن إنغليز استطاع أن يعلم شيئا و يرسله إلينا مع خادمه , فكيف عرف ما عرف ؟ إننا متجهون يا صديقي إلى (( كاريرسي )) الاسم الإيطالي الجديد للاوجودي كاريزا , هل فهمت الآن من أين جاءت كلمة (( كارازيا )) و (( لارجو )) ؟ أما كلمة (( هاندلز )) فمن خيالك
- كاريرسي ؟ لم أسمع بها من قبل
- ألم أقل لك إن الإنكليز لا يعرفون الجغرافيا ؟ هي منتجع معروف , منتجع صيفي جميل جدا على ارتفاع أربعة آلاف قدم في دوموليت
- هناك يكون لقاء الأربعة الكبار ؟
- ذاك مقر قيادتهم , هناك يعتزلون العالم و يصدرون أوامرهم , لقد تحققت من هذا الأمر , هناك عدد من المنشآت الصخرية يجري تنفيذها , و لعل الشركة التي تنفذها شركة إيطالية صغيرة يسيطر عليها آبي ريلاند . أقسم أن بيتا تحت الأرض قد تم حفره في قلب الجبل , بيت مخبوء يصعب الوصول إليه ! من هناك يصدرون أوامرهم بجهاز لاسلكي لأتباعهم الذين ينتشرون بالآلاف في كل بلد , و من ذاك الوكر سيخرج حكام العالم المستبدون الجدد . . أعني , كانوا سيخرجون لو لم يكن هيركيول بوارو موجودا !
- حقا تقول يا بوارو ؟ و ماذا عن الجيوش و آلات الحضارة ؟
- إن الخطر في تجارب مدام أوليفير , لقد نجحت في تحرير الطاق الذرية و تسخرها لخدمة أغراضها , كانت تجاربها بالنتروجين مشهورة جدا , و قد جربت أيضا تركيز الطاقة اللاسلكية لتركيز إشارة لاسلكية ذات ذبذبة عالية على بقعة ما , و حققت تقدما أبعد بكثير مما زعمته ! و لا تنس ثروة ريلاند و عقل لي شانغ ين : أعظم عقل إجرامي في التاريخ !

كلماته جعلتني أفكر , أحيانا يبالغ بوارو في لغته , لكني عرفت لأول مرة أي صراع يائس كنا فيه !

و في الحال عاد هارفي و انضم إلينا وواصلنا الرحلة . وصلنا إلى ساحة بولزانو ظهرا , ثم ركبنا سيارة من السيارات الزرقاء الموجودة في ساحة البلدة . و رغم حر النهار كان بوارو ملفعا بمعطف كبير ووشاح حتى عينيه و شحمتي أذنيه , ربما من الحذر أو هو خوف زائد من البرد

و تمت الرحلة في ساعتين . كانت رائعة , اخترقنا النحدرات الصخرية الضخمة و كان الشلال قريبا منا , ثم دخلنا واديا خصبا بضعة أميال ثم صعدنا إلى أعلى بطريق معوج , و في أسفل الطريق حواف صخرية تظهر في آخرها غابات الصنوبر الكثيفة ... ما أجمل ذاك المكان !

و أخيرا دخلنا منعطفا خفيا و الطريق تجري من بين غابات الصنوبر , و وصلنا فندقا ضخما . .

كانت غرفنا محجوزة و صعدنا إليها بأمر هارفي فورا غرف تطل على القمم الصخرية و المنحدرات الطويلة من غابات الصنوبر , أومأ بوارو بيده إليها و سأل هارفي همسا :

- هل هو هناك ؟
- أجل , مكان يدعى (( فلسن لابايرنث )) , الصخور فيه مشكلة بصورة رائعة , و فيه طريق تخترقها , المحجر عن يمين الطريق , ربما يكون المدخل في فلسن لا بايرينث

هز بوارو رأسه , قال لي :

- تعال يا هيستنغز نجلس على المصطبة و نستمتع بضوء الشمس
- و هل تظن ذلك أمرا حكيما ؟

هز كتفيه استهجانا الحق أن ضوء الشمس كان لطيفا , و شربنا القهوة بالقشدة , ثم صعدنا إلى الطابق العلوي ووضعنا متعانا في الخزائن , و كان بوارو ساهما يفكر , هز رأسه مرتين و تنهد . .

و أثار اهتمامي رجل نزل من قطارنا في بولزانوا و استقبل بسيارة خاصة , كان رجلا ضئيل الحجم , و كان ملفعا بثيابه مثل بوارو , و كان يلبس – زيادة على المعطف و الوشاح – نظارة داكنة , و كنت مؤمنا أن لدينا جاسوسا للأربعة الكبار لكن بوارو لم يوافقني , ثم عندما أخرجت رأسي من شباك غرفة النوم لمحته يتمشى قريبا من الفندق

أصررت على بوارو ألا ينزل للعشاء , لكنه أبى , دخلنا غرفة الطعام متأخرين و أشير إلينا بالجلوس عند طاولة قريبا من الشباك

و بينما نحن جلوس شدتنا صيحة صوت تحطم صحن سقط , كان في الصحن فاصوليا خضراء أمام رجل عند الطاولة القريبة منا . و جاء مدير الصالة يعتذر

و عندما كان النادل الذي أسقط الصحن يقدم لنا الحساء كلمه بوارو قائلا :

- هذا حادث سيء , لكنها لم تكن غطلتك
- هل رأى السيد ذلك ؟ لم تكن غلطتي , الرجل وثب من كرسيه . .

رأيت عين بوارو تشع بالضوء الأخضر الذي كنت أعرفه جيدا , و عندما غادر النادل همس في أذني :

- هل ترى يا هيستنغز ؟ هيركيول بوارو و تأثيره حيا و ميتا !
- هل تظن .. ؟

لم أستطع أن أكمل , أحسست بيد بوارو على ركبتي بينما كان يهمس مندهشا :

- انظر يا هيستنغز انظر : عادته في الخبز . . رقم ((4)) !

حقا , صاحبنا الذي على الطاولة المجاورة وجهه شاحب , كان يفتت الخبز بطريقة آلية . . تمعنت فيه بحذر , وجهه حليق و منتفخ و شاحب شحوبا مصطنعا , و تحت عينيه تجاعيد كبيرة , و من أنفه خطوط عميقة حتى شفتيه , عمره بين الخامسة و الثلاثين و الأربعين , لم يكن يشبه أحدا ممن تشبه بهم رقم ((4)) من قبل , و لولا عادته في الخبز لأقسمت أني لم أره من قبل قط . . همست :

- لقد عرفك , ما كان يجب أن تنزل . .
- يا صديقي هيستنغز الرائع , إنما كنت ميتا ثلاثة أشهر من أجل هذا
- لكي ترهب رقم ((4))
- لكي أرهبه لحظة يلزمه العمل فيها بسرعة , و هو لا يعرف أننا عرفناه , يظن أنه آمن في تنكره الجديد . كم أدعو لفلوسي مونرو لأنها حدثتنا عن عادته النافعة هذه !
- ماذا سيحدث الآن ؟
- ماذا يمكن أن يحدث ؟ لقد بعث الرجل الذي يخشاه من موته بمعجزة في اليوم الذي نضجت فيه خطط الأربعة الكبار , مدام أوليفير و آبي ريلاند أكلا غذاءهما هنا اليوم , و أظنهما ذهبا إلى كورتينا , ماذا نعرف عنهم ؟ هذا سؤال رقم (( 4 )) لنفسه .. إنه لا يجرؤ على المجازفة . .

نهض الرجل عن الطاولة المجاورة و خرج , و قال بوارو بهدوء :

- ذهب لإعداد خطة صغيرة , ألا نشرب قهوتنا في الحديقة ؟ سوف أصعد لآخد معطفا

و خرجت إلى ال0حديقة و أنا مضطرب قليلا ,كلام بوارو لم يقنعني , فرأيت أن أظل على حذر كبير

بعد خمس دقائق رجع بوارو , و كان متلفعا حتى أذنيه : تلك هي احتياطاته المعتادة ضد البرد . قعد جنبي و رشف قهوته بإعجاب , قال :

- في إنكلترا تكون القهوة رديئة , أما أهل بقية أوروبا فيعرفون كم هو مهم إتقان تحضيرها !

ثم ظهر صاحبنا في الحديقة فجأة , و بغير تردد أقبل علينا و سحب كرسيا إلى طاولتنا :

- هل تسمحان أن أجلس معكما ؟
- قال بوارو : طبعا تفضل

و شعرت بالربكة , صحيح أننا كنا في حديقة الفندق و الناس حولنا لكنني لم أكن راضيا بل أوجست خطرا

في غضون ذلك تحدث رقم (( 4)) بطريقة طبيعية , توحي أنه ليس إلا سائحا بلا شك , لقد وصف النزهات و رحلات السيارة و ذكر أنه اتخذ موقفا في مكان مجاور !

أخرج غليونا من جيبه وجعل يشعله , وأخرج بوارو علبة التبغ الصغيرة , و حين وضع لفافة بين شفتيه مال إليه الرجل الغريب مع عود ثقاب :

- دعني أشعلها لك

و بينما هو كذلك إذا انطفأت كل المصابيح , سمعت طقطقة زجاج و أحسست شيئا لاذعا تحت أنفي كاد يخنقني !
الفصل الاخير

لم أفقد وعيي أكثر من دقيقة, صحوت لأجدني أحرك بقوة بين رجلين يمسكان بذراعي و يساعدانني على النهوض , و كان في فمي كمامة !

كان المكان حالك السواد لكني ظننت أننا لم نكن خارج الفندق , و كل ما استطعت أن أسمعه حولي هو صراخ و تساؤل الناس عما أصاب المصابيح

أنزلني خاطفي إلى سلم لولبي عبرنا ممرا في سرداب ثم خرجنا من باب إلى الهواء مرة أخرى ثم إلى باب زجاجي وراء الفندق , ثم التجأنا إلى أشجار الصنوبر , و لمحت رجلا آخر معي فعرفت أن بوارو أسير أيضا !

و بهذه الجرأة ربح رقم (( 4 )) اليوم , أظنه استعمل مخدرا سريعا لعله كلوريد الإيثيل : كسر زجاجة صغيرة تحت أنفينا , ثم غمرة فوضى دفع شركاؤه – و لعلهم الضيوف الجالسون حولنا – بالكمامتين في فمينا و أسرعوا بنا خارجين إلى مكان بعيد

لقد دفعنا بسرعة في الغابات , و كنا طيلة الوقت نصعد نحو أعلى الهضبة , ثم في النهاية خرجنا إلى مكان مكشوف عن جانب الجبل , و رأينا أمامنا تلا غريبا من الصخور الرائعة و الجلاميد . لا شك أن هذا المكان هو الفيلسن لابايرينث الذي ذكره هارفي

في الحال كنا ندور في منعرج دخولا و خروجا من تجاويفه . . متاهة نحتها شيطان شرير !

فجأة توقفنا فقد اعترضتنا صخرة ضخمة, وقف أحد الرجال وبدا كأنه يدفع شيئا حين تدحرجت الصخرة الكبيرة و كشفت عن نفق صغير له فتحة تؤدي إلى جانب الجبل . أسرعنا ندخله , كان النفق ضيقا في البداية , لكنه لم يلبث أن اتسع حتى خرجنا إلى غرفة صخرية مضاءة بالكهرباء , ثم رفعت الكمامتان عن فمينا , و بإشارة من رقم ((4)) الذي وقف مقابلنا ساخرا فتشوا جيوبنا و أخرجوا كل شيء في جيوبنا حتى مسدس بوارو الصغير , و قذفوه على الطاولة , و أصابني ألم مفاجئ : لقد غلبنا , غلبونا و تفوقوا علينا !

قال رقم ((4)) باستهزاء :

- مرحبا بكما في قيادة الأربعة الكبار يا سيد بوارو , ما أحسن لقاءك مرة ثانية , فهل كانت البعثة من الموت من أجل هذا ؟

لم يجبه بوارو , و لم أجرؤ على النظر إليه فيما أكمل قائلا :

- تعال من هذه الطريق لو سمحت . . إن حضورك سيكون مفاجأة لأصحابي

ثم أشار إلى باب ضيق في الحائط دخلنا منه فإذا نحن في غرفة أخرى في آخرها طالولة عندها أربعة كراسي , كان الرابع منها خاليا لكنه مكسو برداء المندرين

على الكرسي الثاني كان يجلس آبي ريلاند يدخن السيجار , مدام أوليفير كانت على الكرسي الثالث و تتكئ على ظهر الكرسي بعينها المتوجهة ووجهها الخاشع كالراهبة , جلس رقم (( 4 )) على الكرسي الرابع . . لقد كنا في حضرة الأربعة الكبار !

لم أشعر من قبل بوجود لي شانغ ين حتى رأيت كرسيه الخالي , إنه بعيد , في الصين , لكنه سيطر على هذه المنظمة الخبيثة و أدارها

مدام أوليفير صرخت صرخة باهتة حين رأتنا , ريلاند كان يضبط نفسه أكثر , و رفع حاجبيه الأشيبين و قال على مهل :

- السيد هيركيول بوارو ! إنها مفاجأة , لقد أنجزت عملك بنجاح و خدعتنا , ظننا أنك مت و دفنت , لا علينا فقد انتهت اللعبة الآن . .

كان في صوته رنة كأنها رنة فولاذ !

و لم تقل مدام أوليفير شيئا لكن كانت عيناها تشتعلان ,, ما أسوأ ابتسامتها الباردة ! و قال بوارو بهدوء :

- أيتها المرأة و أيها السيدان , أرجو لكم أمسية طيبة

شيء مفاجئ , صوت لم أكن أتوقع سماعه جعلني أنظر فيه , بدا رابط الجأش , و لكن مع ذلك لمحت في وجهه شيئا مختلفا . . ثم تحركت الستارة من خلفنا و دخلت الكونتيسة فيرا روساكوف , و قال رقم ((4)) :

- ها . . صاحبتنا الغالية الثقة , عندنا صديق قديم لك هنا يا سيدتي العزيزة . . .

صعقت الكونتيسة لمرآنا و صاحت :

- يا لله , هذا هو الرجل الصغير , إنه كالقط : له تسعة أرواح ! رجل صغير , لماذا تتورط في هذا ؟
- مدام , أنا مثل نابليون العظيم : أنتمي إلى الكتائب المنظمة . .

و بينما كان يتكلم رأيت في عينيها ارتيابا مفاجئا , و في اللحظة نفسها عرفت شيئا . . الرجل الذي كان جنبي لم يكن هيركيول بوارو !

لقد كان يشبهه كثيرا , رأسه بيضاوي كرأسه , يمشي باختيال مثله , و كان ممتلئ الجسم على نحو جميل , لكن الصوت كان مختلفا و العينان سوداوين لا خضراوين , ثم الشارب ؟ الشارب المشهور . .

تقدمت الكونتيسة إلى الأمام و صوتها يرن بالدهشة :

- لقد خدعتم . . هذا الرجل ليس هيركيول بوارو !

صاح رقم (( 4 )) صيحة شك , لكن الكونتيسة تقدمت من بوارو و نزعت شاربه بيدها , ثم كانت الحقيقة : لأن شفة هذا الرجل مخدوشة خدشا غير صورة الوجه تماما , همس رقم ((4)) :

- إنه ليس هيركيول بوارو , فمن يكون إذن ؟
- وصرخت فجأة : أنا أعرف

ثم سكت جامدا خشية أن أكون قد أفسدت كل شيء , لكن صاحبي التفت إلي ليشجعني :

- قلها إن أردت , لقد نجحت الحيلة !
- هذا أشيلي بوارو أخو بوارو التوأم
- قال ريلاند بحيرة : مستحيل !
- أشيلي بهدوء : لقد نجحت خطة بوارو نجاحا رائعا . .

تقدم رقم ((4)) , و كان صوته خشنا متوعدا :

- نجحت ؟ هل تعرف أنك ستموت ؟
- أشيلي بهدوء : أجل أعرف , أنت لم تفهم أن رجلا باع حياته ليشتري النجاح , في الحرب رجال يضحون بأرواحهم من أجل بلادهم , و أنا أضحي بحياتي من أجل العالم

تذكرت حينئذ أنني كنت أرغب التضحية بحياتي على إلحاح بوارو أن أبقى , شعرت بالرضى , سأله ريلاند بتهكم :

- و كيف تنفع تضحيتك للعالم ؟
- لم تدركوا بعد جوهر خطة بوارو , أولا : كان مخبأكم معروفا منذ بضعة أشهر ؛ لقد كان كل الزوار و موظفي الفندق من رجال التحري , لقد ضرب حصار حول الجبل لكيلا تستطيعوا الهروب . إن بوارو نفسه يدير العمليات من الخارج , و لقد لطخت حذائي باليانسون إلى الصخرة هذه الليلة قبل أن أنزل إلى الحديقة مكان أخي , الكلاب تتعقب الآثار , سوف يقودهم أثر اليانسون إلى الصخرة التي في فيلسن لابايرينث حيث المدخل , إذن فافعلوا ما تريدون . . . الشبكة حولكم مشدودة بإحكام و لن تستطيعوا الفرار !

ضحكت مدام أوليفير فجأة :

- إنك مخطئ , أمامنا طريق نهرب منها مثل الشمشون القديم : سندمر أعدائنا , ماذا تقولون يا أصحابي ؟

كان ريلاند يحدق إلى أشيلي . . قال بصوت غليظ :

- لعله يكذب
- سيبزغ الفجر في ساعة و سترى حقيقة كلماتي , لا ريب أنهم قد تبعوا آثار أقدامي حتى باب فيلسن لابايرينث !

و بينما كان يتكلم سمعنا رجع صوت و صراخ رجل متقطع , قفز ريلاند من كرسيه و خرج , و قامت مدام أوليفير إلى نهاية الغرفة و فتحت بابا لم ألحظه من قبل , و لمحت في الداخل مختبرا مجهزا تجهيزا حسنا مثل مختبرها في باريس . . رقم ((4)) قفز كذلك من مقعده و خرج و عاد يحمل مسدس بوارو و أعطاه إلى الكونتيسة و قال و هو متجهم :

- لا خطر من هروبهما , لكن الأحسن أن يكون معك هذا . .

و خرج مرة أخرى , و جاءت الكونتيسة إلينا و نظرت في رفيقي قليلا ثم ضحكت :

- ما أشد ذكاءك يا سيد بوارو !
- مدام , دعينا نتحدث في العمل , نحن الآن وحدنا لحسن الحظ , ماهو ثمنك ؟
- إنني لم أفهم , أي ثمن ؟
- مدام , أنت تستطيعين أن تساعدينا على الهروب , أنت تعرفين الطريق السري الذي يؤدي إلى خارج هذا المخبأ , إنني أسألك : ما هو ثمنك ؟
- أكثر مما تدفعه أيها الرجل الصغير , إن كل الأموال الدنيا لن تشتريني !
- مدام , أنا لم أتكلم عن المال , أنا رجل ذكي و أعلم أن لكل إنسان ثمنا مقابل الحياة و الحرية , أعرض عليك ما ترغبين
- إذن فأنت ساحر
- سميني بما شئت

فجأة تغيرت الكونتيسة و تكلمت بمرارة و عاطفة :

- هل تستطيع أن تنتقم من أعدائي ؟ عل تستطيع أن تعيد لي الشباب و الجمال و القلب السعيد ؟ هل تستطيع أن تحيي الميت مرة أخرى ؟ قد كان لي طفل فأرجعه إلي و اذهب حرا . . .
- أوافق يا مدام , طفلك سوف يعود إليك , هذا ضمان هيركيول بوارو نفسه
- عزيزي بوارو , أخشى أنني قد أوقعتك في الفخ , إن وعدك هذا لطف كبير لكنك لن تنجح و سوف تكون هذه الصفقة من طرف واحد
- مدام , أقسم لك أنني سأعيد طفلك إليك !
- لقد سألتك من قبل يا بوارو : هل تستطيع أن تحيي الميت مرة أخرى ؟
- إذن فإن الطفل . .
- ميت ؟ نعم . .
- و تقدم إليها و أمسك معصمها :
- مدام أنا أقسم مرة أخرى . .

حدقت إليه كأنما سحرها . قال :

- أنت لا تصدقينني . . سأثبت لك صدقي , أحضري محفظتي التي أخذوها مني . .

خرجت من الغرفة و عادت تحمل الدفتر بيدها و مازالت تقبض على زناد المسدس , أحسست أن فرصة أشيلي في خداعها كانت ضعيفة , الكونتيسة فيرا روساكوف لم تكن حمقاء . قال :

- افتحيه يا مدام , و الآن أخرجي الصورة و انظري . .

و أرخجت صورة صغيرة و هي في عجب , و ما إن نظرت إليها حتى صرخت و ترنحت كأنها توشك أن تسقط , و اندفعت ناحية رفيقي :

- أين ؟ أين ؟ سوف تخبرني . . أين ؟
- تذكري الصفقة يا مدام !
- نعم , سوف أثق بك , هيا بسرعة قبل أن يعودوا

جرته و هي تمسك بيده , و بهدوء خرجا من الغرفة و تبعتهما , و من الغرفة الخارجية قادتنا إلى النفق الذي دخلناه أول مرة , ثم دارت عن اليمين حيث تفرغ الممر لكنها قادتنا إلى الأمام بلا تردد أو شك و بسرعة , قال و هي تلهث :

- يا ليتنا نصل عاجلا و نخرج إلى المنطقة المكشوفة قبل أن يقع الانفجار !

و ما زلنا نركض , و عرفت أن النفق يؤدي مباشرة إلى داخل الجبل و أننا يجب أن نخرج أخيرا إلى الجانب الآخر منه لنقابل واديا مختلفا . .

تصبب العرق من وجهي و لكني واصلت العدو , ثم رأيت شعاع النهار من بعيد , كان يقترب أكثر فأكثر , رأيت شجيرات خضراء نامية شققنا طريقنا من بينها إلى بقعة مكشوفة ثانية مع ضوء الفجر الباهت الذي جعل كل شيء يبدو ورديا

كان كلام بوارو في حصار الجبل حقيقة , ما إن خرجنا حتى أمسك بنا ثلاثة رجال لكنهم أطلقونا مرة ثانية مع صرخة ذهول . صرخ رفيقي :

- أسرعا , أسرعا , لا وقت نضيعه . .

و لم يكن مكتوبا له أن ينهي كلامه : ارتجت الأرض و اهتزت تحت أقدامنا و كان انفجارا مرعبا , و بدا الجبل كله يتفسخ و يتشقق , طرنا عاليا في الهواء . . و فقدت الوعي

و عندما رجعت إلى وعيي كنت على سرير غريب في غرفة غريبة : شخص ما كان عند الشباك , التفت إلي و خطا ووقف جنبي

لقد كان أشيلي بوارو . . أو . . لا . . إنه هو !

هذا الصوت الساخر المعروف قد أطفأ شكوكي . .

- نعم يا صديقي , إنه هو . أخي أشيلي ذهب إلى البيت مرة أخرى , إلى أرض الأساطير , أشيلي كان أنا طيلة الوقت , لا تحسب أن رقم ((4)) هو من يستطيع أن يتنكر دون غيره , المسحوق في العينين , و التضحية بالشاربين , و أثر جرح حقيقي من الضربة التي سببت لي ألما قبل شهرين , لكني لم أستطع أن أجازف ببديل متنكر تحت عين رقم ((4)) التي تشبه عين النسر . ثم اللمسة الأخيرة هي يقينك أن لي أخا اسمه أشيلي بوارو , و ما أغلى مساعدتك لي ! إن نصف النجاح الذي حققناه في الانقلاب يرجع فضله إليك . إن عقدة المسألة كلها كانت أن أجعلهم يظنون أن هيركيول بوارو ما زال حرا طليقا يوجه التعليمات لكن كل شيء كان صادقا : اليانسون , الحصار . . الخ .
- فلماذا لم ترسل – في الواقع – بديلا عنك ؟
- و أدعك تواجه الخطر فردا ؟ ثم كان في نفسي أمل أن نهرب مع الكونتيسة
- كيف بالله عليك أقنعتها ؟ لقد كانت قصة سخيفة لكي تجعلها تصدق كل ذلك عن طفل ميت
- الكونتيسة في ذهنها حدة كبيرة يا هيستنغز , لقد فوجئت أولا من شخصيتي المتنكرة لكنها عرفت الحقيقة بعد ذلك , حين قالت (( ما أشد ذكاءك يا سيد بوارو )) عرفت أنها خمنت الحقيقة , لذلك كان الوقت مناسبا تماما لألعب ورقتي الرابحة
- كل ذلك هراء عن إعادة الطفل إلى الحياة ؟
- تماما , لكن الطفل كان معي منذ البداية
- ماذا ؟
- نعم , أنت تعرف شعاري : (( كن مستعدا )) حين وجدت الكونتيسة متورطة مع الأربعة الكبار عرفت كل ما أستطيع عنها و عن ماضيها فعلمت أنها كان لديها طفل قيل بأنه قتل , ثم نجحت في اقتفاء أثر الولد و دفعت مالا كثيرا حتى جاز لي أن أتبنى الطفل , كاد الطفل المسكين يموت لولا أبقيته عند أناس طيبين في مكان آمن و صورته في بيته الجديد , و هكذا حين آن الأوان كان انقلابي حاضرا
- ما أروعك يا بوارو , ما أروعك !
- لقد كنت مسرورا بأني فعلت ذلك ؛ لأنني كنت معجبا بالكونتيسة , و كنت سآسف لو أنها ماتت في الانفجار
- ماذا عن الأربعة الكبار ؟
- لقد تم انتشال كل جثثهم الآن , لم نعرف جثة رقم ((4)) تماما , فقد تمزق جسده إربا , كنت أتمنى ألا يحدث ذلك , ولكن انظر إلى هذه . .

و أعطاني صحيفة فيها خبر انتحار لي شانغ ين قائد الثورة الحديثة الفاشلة , قال :

- خصمي العظيم , كان قدري ألا ألقاه و كلانا حي , حين بلغه نبأ الكارثة هنا قتل نفسه . إنه عقل عظيم يا صديقي , عقل عظيم !

كم وددت أن أرى وجه رقم ((4)) لكني – ولو مات – أتخيله

- ها نحن يا صديقي واجهنا الأربعة الكبار و هزمناهم , الآن ستعود إلى زوجتك الساحرة , و أنا سوف . . سوف أعتزل الناس !
إن أعظم قضية في حياتي قد انتهت , أي شيء آخر سيبدو تافها بعدها
سوف أعتزل الناس و ربما أزرع الكوسا و أتزوج و تطمئن نفسي

ضحك كثيرا ثم , ثم قال مرة أخرى :
- أتزوج و تطمئن نفسي . . من يدري ؟
___النهاية___
[/size]
[/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أريج الجنة
عامل قيد الترفيع
عامل قيد الترفيع
أريج الجنة


رقم العضوية : 6
17/04/2010
البلد : مصر
الجنس : انثى
المساهمات : 1155
نقاط : 101312
السٌّمعَة : 3
العمل/الترفيه طالبة جامعية
الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي M2

الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي   الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 23, 2010 10:37 pm

الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي 403128
مشكورره اختيي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بحجابي افتخر
عامل قيد الترفيع
عامل قيد الترفيع
بحجابي افتخر


رقم العضوية : 26
20/07/2010
البلد : العراق
الجنس : انثى
العمر : 41
المساهمات : 638
نقاط : 101474
السٌّمعَة : 6
العمل/الترفيه موظفة
  : الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي W610

الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي   الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 24, 2010 1:41 am


سررت بمرورك الكريم
بصراحة تعبت كثير حتى استطعت اجلب هذه الرواية واخليها بالمنتدى
لانها طويلة لكن مشوقة وانا من عشاق الروائية اجاثا كرستي ومن قراء اعمالها



الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي 874473
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي
» الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي
» الرواية البوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي
» الرواية بوليسية (الاربعة الكبار)لاجاثا كرستي
» نبذة عن حياة الكاتبة اجاثا كرستي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عامل من تاميكو :: 

المنتديات الأدبية  :: منتدى الروايات والقصص الأدبية

-
انتقل الى: