من شعــر الإمام الشافعي رضي الله عنه<br>رحـــم الله الإمـــام الشافعـــي فقد كان شعره وعلمه حكمــة ونوراً ..<br><br>هذه هي الدنيا :<br>تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب<br>وعبد قد ينام على حريـــر ... وذو نسب مفارشه التــراب<br><br>دعوة إلى التنقل والترحال :<br>ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب<br>سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب<br>إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب<br>والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب<br>والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب<br>والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب<br>فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب<br><br>الضرب في الأرض :<br>سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبـا<br>فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا<br><br>آداب التعلم :<br>اصبر على مـر الجفـا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته<br>ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ... تجرع ذل الجهل طول حياته<br>ومن فاته التعليم وقت شبابــه ... فكبر عليه أربعا لوفاتــه<br>وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته<br><br>متى يكون السكوت من ذهب :<br>إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت<br>فإن كلمته فـرّجت عنـه ... وإن خليته كـمدا يمـوت<br><br>عدو يتمنى الموت للشافعي :<br>تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت ... فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد<br>وما موت من قد مات قبلي بضائر ... ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد<br>لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي ... به قبل موتـي أن يكون هو الردى<br><br>لا تيأسن من لطف ربك :<br>إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيـدا<br>فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه ... وأفاض من نعم عليك مزيـدا<br>لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا<br>لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا<br><br>فوائد الأسفــار :<br>تغرب عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد<br>تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة ... وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد<br><br>الوحدة خير من جليس السوء :<br>إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ... ألذ وأشهى من غوى أعاشره<br>وأجلس وحدي للعبادة آمنـا ...أقر لعيني من جـليس أحاذره<br><br>أدب المناظرة :<br>إذا ما كنت ذا فـضل وعلم ... بما اختلف الأوائل والأواخر<br>فناظر من تناظر في سكون ... حليمـا لا تـلح ولا تكابـر<br>يفيدك ما استفادا بلا امتنان ... من النكـت اللطيفة والنوادر<br>وإياك اللجوج ومن يرائي ... بأني قد غلبت ومن يفـاخـر<br>فإن الشر في جنبات هـذا ... يمني بالتقـاطـع والـتدابـر<br><br>العلم مغرس كل فخر :<br>العلم مغرس كـل فخر فافتخـر ... واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس<br>واعلم بأن العـلم ليس ينالـه ... من هـمـه في مطعــم أو ملبـس<br>إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه ... في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي<br>فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا ... واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ<br>فلعل يوما إن حضرت بمجلس ... كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس<br><br>نور الله لا يهدى لعاص :<br>شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي<br>وأخـبرني بأن العـلم نــور ... ونور الله لا يهـدى لعـاص<br><br>لمن نعطي رأينا :<br>ولا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه<br><br>الذل في الطمع :<br>حـسبي بعلمي إن نـفــع ..<br>ما الــذل إلا في الطمــع !<br>من راقـب الله رجــــع ..<br>ما طــار طير وارتفــع<br>إلا كـما طـار وقــــع !<br><br>الحب الصادق :<br>تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديـع<br>لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع<br>في كل يوم يبتديك بنعمــة ... منه وأنت لشكر ذلك مضيع<br><br>فضل التغرب :<br>ارحل بنفسك من أرض تضام بها ... ولا تكن من فراق الأهل في حرق<br>فالعنبر الخام روث في موطنــه ... وفي التغرب محمول على العنـق<br>والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... في أرضه وهو مرمى على الطرق<br>والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... فصار يحمل بين الجفن والحـدق<br><br>أيهما ألذ؟ :<br>سهـري لتنقيـح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عنــاق<br>وصرير أقلامي على صفحاتها ... أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق<br>وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا ... نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي<br>وتمايلي طربـا لحل عويصـة ... في الدرس أشهى من مدامة ساق<br>وأبيت سهـران الدجى وتبيته ... نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي<br><br>مشاعر الغريب :<br>إن الغريب له مخافة سارق ... وخضوع مديون وذلة موثق<br>فإذا تذكر أهـلـه وبـلاده ... ففؤاده كجنــاح طير خافق<br><br>التوكل على الله :<br>توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي<br>وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق<br>سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق<br>ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق<br><br>العلم رفيق نافع :<br>علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق<br>إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في السوق<br><br>تول أمورك بنفسك :<br>ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتـول أنت جميع أمرك<br>وإذا قصدت لحـاجــة ... فاقصد لمعترف بفضلك<br><br>فتنة عظيمة :<br>فســاد كبيـر عالم متهتك ... وأكبر منه جـاهل متنسك<br>هما فتنة في العالمين عظيمة ... لمن بهما في دينه يتمسك<br><br>دعوة إلى التعلم :<br>تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل<br>وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل<br>وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحـافـل<br><br>إدراك الحكمة ونيل العلم :<br>لا يدرك الحكمة من عمره ... يكدح في مصلحة الأهـل<br>ولا ينــال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغـل<br>لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت به الركبان بالفضل<br>بُلي بفقر وعـيـال لمـا ... فرق بين التبن والبقــل<br><br>أبواب الملوك :<br>إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا ... فلا يكن لك في أبو أبهم ظــل<br>ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا ... جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا<br>فاستعن بالله عن أبو أبهم كرمـا ... إن الوقوف على أبوابهــم ذل<br><br>المهلكات الثلاث :<br>ثلاث هن مهلكة الأنـام ... وداعية الصحيح إلى السقام<br>دوام مُدامة ودوام وطء ... وإدخال الطعام على الطعـام<br><br>العلم بين المنح والمنع :<br>أأنثر درا بين سارحة البهــم ... وأنظم منثورا لراعية الغنـم<br>لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة ... فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم<br>لئن سهل الله العزيز بلطفــه ... وصادفت أهلا للعلوم والحكـم<br>بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم ... وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم<br>ومن منح الجهال علما أضاعـه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم<br><br>العيب فينا :<br>نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا<br>ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا<br>وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا<br><br>يا واعظ الناس عما أنت فاعله :<br>يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس<br>احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس<br>كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس<br>تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ...إن السفينة لا تجري على اليبس<br>ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من *** و من فرس<br>يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس<br><br>الصديق الصدوق :<br>إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا<br>ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا<br>فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا<br>إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا<br>ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا<br>وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا<br>سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا<br><br>قال الشافعي في القناعة :<br>تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة<br>فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه<br>وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه<br><br>وقال في حفظ اللسان :<br>احفظ لسانـــك أيها الإنسان ..... لا يلدغنك .. إنه ثعبان<br>كم في المقابر من قتيل لسانه ..... كانت تهاب لقاءه الأقران<br><br>ستة ينال بها الإنسان العلم :<br>أخي لن تنال العلم إلا بستة ..... سأنبيك عن تفصيلها ببيان<br>ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمان<br><br>وقال في فضل السكــوت :<br>وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر<br>وما الصمت إلا في الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر<br><br>القناعــة .. راس الغنى :<br>رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك<br>فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك<br>فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك<br><br>لا شيء يعلو على مشيئة الله .. قال الشافعي :<br>يريد المرء أن يعطى مناه ..... ويأبى الله إلا ما أراد<br>يقول المرء فائدتي ومالي ..... وتقوى الله أفضل ما استفاد<br><br>وقال الشافعي متفاخراً :<br>ولولا الشعر بالعلماء يزري ..... لكنت اليوم أشعر من لبيد<br>وأشجع في الوغى من كل ليث ..... وآل مهلب وبني يزيد<br>ولولا خشية الرحمن ربي ..... حسبت الناس كلهم عبيدي<br><br>كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي :<br>يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا<br>هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا<br>إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا<br><br>وفي مخاطبــة السفيــه قال :<br>يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا<br>يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا<br>انظروا ماذا يفعل الدرهم ... صدق الشافعي حين قال :<br>وأنطقت الدراهم بعد صمت ..... أناسا بعدما كانوا سكوتا<br>فما عطفوا على أحد بفضل ..... ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا<br><br>من أجمل ما كتب في الحكمة :<br>دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء<br>ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء<br>وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء<br>وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء<br>تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء<br>ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء<br>ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء<br>ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء<br>ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء<br>إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء<br>ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء<br>وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء<br>دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء<br><br>فــرجـــت ... إن الله لطيف بعبــاده .. وقال :<br>ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج<br>ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج<br><br>من مكارم الأخلاق .... قال :<br>لما عفوت ولم أحقد على أحد ..... أرحت نفسي من هم العداوات<br>إني أحيي عدوي عند رؤيته ..... لأدفع الشر عني بالتحيات<br>وأظهر البشر للإنسان أبغضه ..... كما إن قد حشى قلبي مودات<br><br>فضل التوكل على الله :<br>سهرت أعين ونامت عيون ..... في أمور تكون أو لا تكون<br>فادرأ الهم ما استطعت عن النفس ..... فحملانك الهموم جنون<br>إن ربا كفاك بالأمس ما كان ..... سيكفيك في غد ما يكون<br><br>العلوم الدينية وعلوم القرآن :<br>كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين<br>العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين<br><br>وقال مناجياً رب العالمين هذه الأبيات الجميلة :<br>قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس<br>ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس<br>لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس<br>وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي<br>فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس<br>وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس<br><br>إنهم عبـــاد الله .. قال الشافعي فيهم :<br>إن لله عبادا فطنا ..... تركوا الدنيا وخافوا الفتنا<br>نظروا فيها فلما علموا ..... أنها ليست لحي وطنا<br>جعلوها لجة واتخذوا ..... صالح الأعمال فيها سفنا<br><br>القنـــاعة والتوكل على الله في طلب الرزق :<br>إذا أصبحت عندي قوت يومي ..... فخل الهم عني يا سعيد<br>ولا تخطر هموم غد ببالي ..... فإن غدا له رزق جديد<br>أسلم إن أراد الله أمرا ..... فأترك ما أريد لما يريد<br><br>الصمت والكلام :<br>قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ..... إن الجواب لباب الشر مفتاح<br>والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ..... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح<br>أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ..... وال*** يخشى لعمري وهو نباح<br><br>كيف تعاشر الناس وتعاملهم :<br>كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ..... وعن الورى كن راهبا في ديره<br>واغسل يديك من الزمان وأهله ..... واحذر مودتهم تنل من خيره<br>إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا ..... أصحبه في الدهر ولا في غيره<br>فتركت أسفلهم لكثرة شره ..... وتركت أعلاهم لقلة خيره<br><br>من هو الفقيه ؟<br>إن الفقيه هو الفقيه بفعله ..... ليس الفقيه بنطقه ومقاله<br>وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ..... ليس الرئيس بقومه ورجاله<br>وكذا الغني هو الغني بحاله ..... ليس الغني بملكه وبماله<br><br>لا تنطق بالسوء :<br>إذا رمت أن تحيا سليما من الردى ..... ودينك موفور وعرضك صين<br>فلا ينطقن منك اللسان بسوأة ..... فكلك سوءات وللناس ألسن<br>وعيناك إن أبدت إليك معائبا ..... فدعها وقل يا عين للناس أعين<br>وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ..... ودافع ولكن بالتي هي أحسن<br><br>من عرف الدهر :<br>أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى ..... وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى<br>وأشراف قوم لا ينالون قوتهم ..... وقوما لئاما تأكل المن والسلوى<br>قضاء لديان الخلائق سابق ..... وليس على مر القضا أحد يقوى<br>فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه .....تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى<br><br>صدق الشافعي حين قال أن الدهر يومان :<br>الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر<br>أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ..... وتستقر بأقصى قاعه الدرر<br>وفي السماء نجوم لا عداد لها ..... وليس يكسف إلا الشمس والقمر<br><br>كل هذا أفضل من مذلة السؤال :<br>لقلع ضرس وضرب حبس ..... ونزع نفس ورد أمس<br>وقر برد وقود فرد ..... ودبغ جلد بغير شمس<br>وأكل ضب وصيد دب ..... وصرف حب بأرض خرس<br>ونفخ نار وحمل عار ..... وبيع دار بربع فلس<br>وبيع خف وعدم إلف ..... وضرب إلف بحبل قلس<br>أهون من وقفة الحر ..... يرجو نوالا بباب نحس<br><br>العفاف والزنــا دين وديان :<br>عفوا تعف نساؤكم في المحرم ..... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم<br>إن الزنا دين فإن أقرضته ..... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم<br>يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ..... سبل المودة عشت غير مكرم<br>لو كنت حرا من سلالة ماجد ..... ما كنت هتاكا لحرمة مسلم<br>من يزن يزن به ولو بجداره ..... إن كنت يا هذا لبيبا فافهم<br>من يزن في قوم بألفي درهم ..... يزن في أهل بيته ولو بالدرهم