تحمل الإبل مسميات عمرية متعارف عليها عند أهل البادية، فعند الولادة يطلق عليها حوار/حواره يليه مفرود/مفرودة ثم حق/حقة ثم لقي/لقية ثم جذع/جذعة ثم ثني/ثنية ثم رباع ثم سدس/سديس ثم جمل/ناقة ثم هرش/فاطر ومعدل حياة الجمل أو الناقة هو ما بين 25-30 سنة تقريبا
وسوم الإبلاهتم العرب بعملية الوسم وهو علامة مميزة توضع على جزء معين من الناقة أو الجمل عن طريق الكي وذلك بإحماء قطعة من الحديد ثم وضعها على المكان المراد وضع الوسم فيه، وللوسم فوائد كثيرة وهو شيء متعارف عليه منذ قديم الزمن وحتى الوقت الحاضر وأهم تلك الفوائد هو حفظها من الضياع أو السرقة كما أنه علامة واضحة للدلالة على أصحابها لتمييزها والتعرف عليها، ولكل قوم وسم متعارف عليه لا يخالطهم فيه أحد بالاضافة للشاهد وهو علامة تضاف للوسم للتفريق بين القوم الواحدة أو أبناء العمومة أنفسهم
أمراض الإبلمن الأمراض التي تصيب الإبل الجرب والقرع وهي أمراض جلدية والطير ويصيب الرأس والهيام ويصيب البطن والصبة وتصيب الرجل والنحاز ويصيب الرئة
والنزر والشويغروالحضاة ويصبن الثدي
فوائد الإبلالإبل سخرها الله سبحانه وتعالى للانسان ليستفيد من منافعها الكثيرة، فهو يأكل لحمها ويشرب حليبها ويستخدم وبرها لصناعة الملابس والبشوت والخيام والحبال، وجلودها لصناعة قرب المياه الكبيرة (الروي) وصناعة الأحذية والسيور المستخدمة للربط، وكانت الإبل في الماضي هي عصب المواصلات والتنقل وهي الراحلة الرئيسية للقوافل البرية، فعليها يرتحل المسافر قاطعا المسافات الطويلة في الصحاري القاحلة لملائمتها لتلك الظروف البيئية القاسية، كما أنها كانت تستخدم في الماضي لنقل الأحمال والأمتعة الثقال ولجلب المياه من الأماكن البعيدة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السيركذلك استخدمت الإبل في المعارك والحروب وكانوا يفضلونها على الخيل لما تمتاز به من قوة التحمل والقدرة على السير لمسافات طويلة بالاضافة لتحملها الجوع والعطش لأيام عديدة
ومن فوائد الإبل أيضا أنها كانت تدفع مهرا للزواج وتساق دية في حوادث القتل
ويعتبر عبد المطلب أول من سن الدية من الإبل، وقد جاء في الحديث الشريف: لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة وهذا نهيا صريحا عن سب أو شتم الإبل التي أكرمها الله وأعلى منزلتها حيث كانت تقدم في الديات فتحقن بها الدماء ويسود بها وئام الأمة
وقد قال حكيم العرب الجاهلي اكثم بن صيفي يوصي العرب بالإبل: لاتضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإنها مهر الكريمة ورقوء الدم، بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير
ومن فوائد الإبل أيضا لحومها التي تقي من زيادة الوزن وأمراض القلب لقلة الدهون فيها كما أنها تفوق اللحوم الأخرى من حيث القيمة الغذائية الصحية نظرا للنسبة العالية لتركيبة الحامض الأميني التي تحتوي عليها الدهون في لحوم الإبل مقارنة مع غيرها من اللحوم
كذلك من فوائد الإبل الجلية الحليب الذي يعتبر الغذاء الرئيسي لأهل البادية ويفضلونه طازجا في أغلب الحالات وتتدرج فوائده حسب عمر الناقة ومرحلة الإدرار ونوع الطعام والشراب الذي تتغذى عليه، فحليب الإبل يعتبر قلويا ولكنه سرعان ما يتحول إلى حمضي إذا ترك لفترة من الزمن ويحتوي حليب الإبل على مواد بروتينية ودهون ومواد سكرية(الاكتوز) وكلوريد الصوديوم والحديد والكالسيوم والفوسفور وفيتامينات مثل ب2 وج ونسبة عالية من المياه
وفي الماضي البعيد استخدم العرب حليب الإبل في علاج كثير من الأمراض كالأمراض الباطنية وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وأمراض الكبد وخاصة اليرقان وتليف الكبد وأمراض الصدر والرئة كالربو والسل وضيق التنفس ومرض السكري، كذلك استخدم لعلاج الضعف الجنسي كما أنه يساعد على نمو العظام عند الأطفال والمحافظة على الأسنان ويقوي عضلة القلب
كذلك من فوائد حليب الإبل أنه يقاوم السموم في الجسم ويولد دما جديدا ويعتبر مرطبا للبدن واذا شرب مع العسل يعالج القروح الباطنية، واذا شرب مع السكر يحسن اللون ويصفي البشرة وهو جيد للاستسقاء ويعتبر أفضل أنواع المسهلات، واذا شرب مع بول الناقة البكر أي (الوزر) كما يسميه أهل البادية فإنه يساعد في علاج الأمراض الخبيثة كالسرطان وهناك قصص كثيرة عن مصابون بذلك المرض الخبيث شافاهم الله بعد استعالمهم لحليب الإبل مخلوطا بالوزر ويفضل أن يكون ذلك في موسم الربيع حيث تتغذى الإبل على النباتات الطبيعة، وقد أثبتت التحاليل المخبرية أن بول الإبل يحتوي على تركيز عالي من البوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية والأزمولارتي وكميات قليلة من حامض اليوريك والصوديوم والكرياتين، كذلك استخدمت أبوال الإبل (الوزر) وخاصة الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه ولعلاج القرع والقشرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم
وعن أسيد بن حضير أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل فقال: توضئوا من ألبانها وعن أنس رضي الله عنه: أن اناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم) رواه البخاري
وفي الأثر عن الشافعي رضي الله عنه أورده السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي يقول: ثلاثة أشياء دواء للداء الذي ليس لا دواء له، الذي أعيا الأطباء أن يداووه: العنب ولبن اللقاح وقصب السكر، ولولا قصب السكر ما أقمت بمصر
وقال الرازي في حليب الإبل: لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد وفساد المزاج
وقال ابن سينا في كتاب القانون: ان لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق وما فيه من خاصية، وان هذا اللبن شديد المنفعة فلو أن انسانا أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعفوا
وقال الأشبيهي في المستطرف: ما خلق الله شيئا من الدواب خيرا من الإبل، إن حملت أثقلت وإن سارت أبعدت وإن حلبت أروت وإن نحرت أشبعت
مكانة الإبلالإبل رمز الخير والعطاء والصبر والتحمل وأحد مفاخر العرب ورموزهم الأصيلة التي سحرت الألباب العربية بحبها وخطفت الأبصار بشكلها وهيئتها قيل فيها الكثير من الأشعار وجاء ذكرها في كثير من القصائد المتنوعة منها الحداء والفخر والحماسة والتمني والتوجد والغزل والرثاء ...الخ
تلك الكائنات العجيبة استطاعت التكيف مع الانسان في جميع ظروفه المعيشية ليكون بذلك البدوي هو أول من استأنسها وقام بتربيتها حيث حفظ كرامتها ودللها ومشى في رغبتها وعلى هواها وضرب المخاطر في سبيل أن ترعى في المراعي الخصبة المليئة بالأعشاب أينما كانت فحظيت بالتقدير العظيم والحب الكبير والمنزلة العالية والمكانة الرفيعة عند العرب قديما وحديثا حيث انتخا باسمها الفرسان ووصف بفحولها الشجعان وتغنى بها الشعراء، وكان امتلاكها ابرازا للوجاهة والقوة والشجاعة وكنزا افتخر بامتلاكه العرب وقامت من أجلها المعارك والحروب الدامية، وعندها قتل الرجال وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل حمايتها والذود عنها
عن أبي سعيد الخدري قال افتخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال الرسول الكريم:
السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبلوفي الوقت الحاضر مازال للإبل قدر كبير من الحب والتقدير عند سكان جزيرة العرب خصوصا أهل البادية منهم فهم يحرصون على اقتنائها والعناية بها ويدفعون الأموال الطائلة لشراء الطيب منها كما أن الكثير منهم يرفض فكرة بيعها أو الاستغناء عنها لعظم مكانتها في قلوبهم، ويوجد في جزيرة العرب أعداد هائلة من الإبل تمتلك المملكة العربية السعودية النصيب الأكبر من هذه الأرقام
مسميات الإبل عند البدوالإبل شكّلت ومازالت تشكّل دورا مهما في حياة أهل البادية من محبيها والمهتمين بها لذلك أصبح لها عندهم عدة مسميات تطلق عليها وهي مسميات متعارف عليها فيما بينهم ومنها:
الحلال
ويقصد بها الابل على وجه الخصوص
الذود (الذيدان)
البوش
الطرش
الدبش (الأدباش)
الرعايا
الجهام
العرب (العرابا)
الخور
حرش العراقيب
مقرعات التوادي
طوال النسانيس
حلوات اللبن
شمخ النيب
شمخ الذرا
شمخ القيد
علط الأرقاب
سحج العشاير
مهرجعات الحنين
حم الشعاف
حم الذرا
صفات الإبل ومعانيهالهايج: وتعني أن الجمل (الفحل) أصبح جاهزا للتزواج ويستدل على ذلك بضمور البطن ويسمى في هذه الحالة (قافل)
الفادر: وتعني أن الجمل (الفحل) انتهت فترة استعداده للتزواج ويستدل على ذلك ببروز البطن وانتفاخه
الهامل: وتعني الناقة أو الجمل السائب الذي لا يعرف له صاحب
الحايل: وتعني الناقة التي ليست حامل
الميسّر (المجسّر): وتعني الناقة المستعدة للتزواج
المعشّر: وتعني الناقة التي في بداية الحمل
اللقحة: وتعني الناقة التي مضى على حملها أكثر من أربعة أشهر
الخلفة: وتعني الناقة التي لها ولد عمره أقل من ستة أشهر
العشرا: وتعني الناقة التي لها ولد عمره أكثر من ستة أشهر
الخلوج: وتعني الناقة التي مات ولدها مؤخرا وتظل تحن باستمرار بحثا عنه
الخفوت: وتعني الناقة التي مات ولدها من مدة ونسيت موته
المضيّرة: والتضيّيّر هو عملية ابتكرها البدوي لجعل الناقة تدر الحليب على ولد ليس ولدها وذلك لعدة أسباب إما نتيجة لموت ولدها الحقيقي أو لعدم تعرفها على ولدها ساعة ولادته وخاصة البكر وإما أن تكون حايل وسمين جدا فيراد بذلك تخفيف شحمها عن طريق الحلب والرضاعة
المسوح: وتعني الناقة التي تدر بمجرد المسح على ثديها بدون وجود ولدها
النحوس: وتعني الناقة التي لا تسمح بحلبها
الجضور: وتعني الناقة التي ترغي بكثرة في حالة الحلب
الرموح: وتعني الناقة التي ترمح برجلها في حالة حلبها أو الجمل الذي يرمح برجله كل من اقترب منه
الهبود: وتعني الناقة التي تهبد بيدها في حالة حلبها أو الجمل الذي يهبد بيده كل من اقترب منه
الجفول: وتعني الناقة أو الجمل الذي يفزعه أي شيء
الشرود: وتعني الناقة أو الجمل الذي يهرب ويصعب الإمساك به
الأكله: وتعني الجمل الذي يفترس كل من يقترب منه
الخبوط: وتعني الناقة أو الجمل الذي يخبط بيده الأمامية على الأرض
الرابخ: وتعني الناقة البدين نتيجة لتوفر العشب والربيع أو العلف الطيب الوفير
الثاوي: وتعني الناقة أو الجمل الذي لا يستطيع النهوض لضعفه
حرذون: وتعني الركوب بدون شداد أو حداجة
الطفوح: الناقة التي تسير دائماً في مقدمة الإبل من تلقاء نفسها
القوداء: الناقة التي تقود الإبل دائما
المعطاء: الناقة التي رقبتها طويلة وقليلة اللحم والوبر
الهارب: الناقة التي تسير أمام الإبل بمسافة بعيدة وكأنها هارب
الفاهية: الناقة التي تفوق الإبل بكل شيء
العليا: الناقة التي أعلى من الأبل في كل المواصفات وهو من العلو
الوجناء: التي ذللت للركوب وقطع المسافات
العوصاء: الذلول الشديدة القوية