هـمم عانقـت الثريـا وأخـرى تتــمرغ في الثـرى ...!!!

فــ..تـاريخنا شموساً أشرقــتْ على الكون فتبدد ظلامه بغير رجــعة ...

وأمجادنا صروحاً شامخة شيــدت وتطاولت الى العليــاء بكل فخر وعزة ...

أمجادنا صنعتها هامات عانقت الثريَّا بمآثر تسطَّــر بماء الذهب ...

ذاك هو تاريخنا ... والتاريخ تصنعه المنجزات .. والمنجزات تصنعها الهمم ..

همم علت وتسامت وارتقت حتى لم تنسب المآثر الا لنا .. فعشنا ذلك المجد حينا من الدهر ..

الى أن تدنّـت الهمم ، من الثريّا الى الثرى ...!!!

فهوت صروحنا بفعل أيـدينا ،

وبعد ان كنا في طلائع الموكب غدونا نُـجَـرُّ جَـرًّا مع مــن سبقــونـا ..!!

فأين نحــن من همة عبرت البحار، وقطعت الفيافي الشاسعة لتفتح الأمصار ،

وهمم سعت للعلم ولم تستصعب في سبيله الأسفار ،

وأخرى سعت جاهدة لنشره في الآفاق ولم تبالي بالأخطار ، تلك أمثلة لهمم عالية ،

وحين تفاوتت الهمم من همة عالية تعانق الثريا وأخرى تتمرغ في الثرى ،

وصل بنا الحال الى مانراه من تكالب علينا

واستلاب مجدنا وأمننا ، واذا تأملنا حالنا ندرك حقيقة أنه لايُلام غيرنا ..

فهناك همة شاب : يتطاول ليكون في مقدمة الصفوف في ساحات الوغى ..

وهنا همة شاب : يتطاول لينال نظرة او ابتسامة عابرة من حسناء ..!!

وهناك همة عالم : يبحث عن بصيص نور ليسطر علماً ينتفع به الناس ..

وهنا همة معلم : يكفيه أن ينهي درسه ويستلم مقابله ..

وهناك همة شيخ : يتحمل انخلاع كتفيه ، ليكون قدوة في ثباته على الحق ..

وهنا همة والد : لايهمه ان يكون قدوة لأولاده في سلوك المنهج الحق ..

وهناك همة امرأة تسعى ليكون ابنها علما تستهدي بعلمه أمة ...

وهنا همة امرأة غاية جهدها أن تبحث عن شكل تلفت به نظرات جائعة ..!!

وهناك همة فتاة تتحمل العناء ، فتصبح رمزاً للفــداء ..

وهنا همة فتاة تبذل مالديها لتكون رمزاً في صرحٍ للخنا ..!!

وهناك ... وهنا ..

وهناك ... وهنا ...

وغاية القول : أن هناك همم عانقت الثريـــا ... وهنا همم تتمــــرَّغ في الثرى ..!!

فهــل سيبقى الحال كما نرى ..؟؟؟

أم ستتبدل همم الرجال الى ماهو أسمى وأعلى ..؟؟

ولازلنا نأمل في استرداد ذلك العز الذي ولى ...

والأمل في همم تعانق الثريا وتترفع عن الثرى ..!!