العادات وأستراتيجية التغيير
تعرف العادة : بأنها سلوك متكرر و هي عناصر قوية مؤثرة في ذاتنا لها جاذبية هائلة في منطقة اللاشعور . تشكلت نتيجة المشاعر نتجت عنها أفكارنا التي توجه أفعالنا و بتكرار هذه الأفعال تتشكل العادة ....
و هذه العناصر الثلاثة هي من أهم مكونات الذات عند الإنسان و تؤثر في بعضها , لذلك أنت الآن حيث أحضرتك أفكار البارحة و ستكون غداً حيث ستأخذك أفكار اليوم, فالحاضر هو غرس الماضي و المستقبل هو غرس اليوم ...
و بالتالي فإن منطلقات التغيير تكون ذاتية نابعة من مشاعر الإنسان و أفكاره و ليست خارجية تحكمها الظروف المحيطة إلى حد كبير , لذلك تتحمل البيئة الخارجية نتيجة برمجتنا و لكن بوصولنا إلى سن الرشد و امتلاكنا الخبرات عندها نكون مسؤولون عن وعينا بذاتنا , أي نبدأ التغيير من الوعي بالذات ...
من أين يبدأ التغيير
إن التدرج في نمو الشخصية يقابله تدرج آخر في تكوين العادات لدينا , و هذه العادات نوعان :
· عادات فاعلة : تؤمن للإنسان خرائط عقلية و جسدية قوية تمكنه من تحمل مسؤولياته الحياتية و النجاح في أعماله و استثمار الفرص الحياتية .
· عادات مكبلة : هي العادات التي تقيد الإنسان بأغلال نفسية تمنعه من الانطلاق و مواجهة التحديات و مكبلات اجتماعية تثقله عن القيام بمسؤولياته .
و بالتالي علينا في الدرجة الأولى مراقبة مشاعرنا و أفكارنا قبل أن تتحول إلى سلوك
مثال : عادة التدخين تبدأ بالرغبة في تقليد فلان أو التجريب ,ثم تصبح الفكرة سلوكاً يتكرر ويتحول إلى عادة تحصد مصيراً ...
· لذلك : راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالك
· و راقب أفعالك لأنها ستصبح عاداتك
· و راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعك
· و راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك...
إستراتيجية التغيير
لتغيير أي عادة سلبية لا بد من إتباع إستراتيجية و خطوات تؤدي بمجموعها إلى تغيير العادة خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً
سلم التغيير
يتم التغيير في نواحي كثيرة في الشخصية و البيئة التي تؤثر فيها تتدرج حسب صعوبتها من الأسفل إلى الأعلى :
إذاً تغيير البيئة الخارجية هو الأسهل و تغيير القيم و المعتقدات هو الأصعب و تتدرج السلوك و القدرات بينهما , و بالتالي يتدرج أثر التغيير على الشخصية حسب صعوبة التغيير فأكبر تغيير نحصده هو الذي يتم عن طريق القيم و المعتقدات.
صعوبات التغيير
يجد الناس صعوبة في التغيير لسببين رئيسيين هما :
· المحافظة على التوازن(الوضع) الحاضر:حيث يكون لدى الناس ميل إلى عدم تغيير الحالة الحاضرة ، خوفاً من المجهول (الإنسان عدو ما يجهل ) و بالتالي كلما أحسوا أنهم سيتغيرون يصرون على التوقف و المطلوب أن نتخلى عن حالتنا الراهنة و نتقبل وضعاً جديداً باستمرار هو أرقى من الحالة الحاضرة .
· مشكلة الجلطة النفسية : و هذه المشكلة تظهر حين يحاول الإنسان إيقاف الزمن عند نقطة معينة فهو لا يتحرك و يبقى جامداً بلا مبرر .
طرق أكتساب عادات إيجايبة
يوجد ثلاثة طرق لاكتساب عادات إيجابية
· التأكيد : حيث يجب استخدام التأكيدات الإيجابية بالزمن المضارع و باستخدام ضمير المفرد المتكلم
مثال : أنا أستطيع أن أؤثر في الآخرين
· رسم صورة إيجابية في العقل الباطن لما تريد أن تكون
· مثل دور الشخص الذي تريد أن تكونه (النمذجة): بسلوكه و تصرفاته و بالتالي سوف تمتلك تصرفات هذا الإنسان في مدة قصيرة