لا يوجد شيء في الكون ليس له استخدام حتى في "سم" الحيوانات، فقد خلق الله جميع المخلوقات لها فائدة وهذا ما أثبته العلم الحديث باكتشافه "مركب بروتيني" من سم العقرب قد ينقذ حياة الملايين من الأشخاص الذين يعانون من سرطان المخ.
وقد أوضحت الدراسة التي أجريت على 18 مريضاً أجرى لهم جراحة لاستئصال ورم خبيث يصيب الخلايا الدبقية وهى الخلايا الداعمة للمخ، وذلك من خلال حقن المخ بمحلول مكون من اليود المشع "وتي ام -601 " وهو البروتين المركب، اتضح أن المحلول تغلب على خلايا الورم المتبقية، مما يساعد على استخدمه مع العلاج الكيميائي لمكافحة السرطان، وفقاً لما أشار إليه الدكتور ادم ماميلاك جراح الأعصاب بمركز سيناى الطبي بلوس أنجلوس.
وأضاف العلماء أنهم تمكنوا أيضاً من استخدام سم الثعبان لوقف النزيف واستخدام سم حيواني أخر في علاج داء السكري، كما طوروا مسكناً للألام يعتمد على السم الذي يفرزه ثعبان بحري قاتل.
وعلى سياق متصل أكد باحثون بكلية طب جورجيا وجامعة ساوث فلوريدا، أن الخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري ، يمكنها أن تقلل حجم جلطة المخ، والضرر الناتج عنها. وأشار الدكتور "سيساريو بور لونجان" أخصائي أمراض الأعصاب، إلى أن حقن عقار "ماينتوك" في البداية لفتح طريق فوقي في الحاجز المخي الدموي ، ثم حقن خلايا جذعية مأخوذة من دم حبل سري في حيوان مصاب بجلطة مخية.
وعند تجربة العقار خلال الأيام أو الساعات الأولى عقب الإصابة بالجلطة، انخفض حجمها بنسبة 40%، وانخفض الضرر الناتج عنها بشكل كبير. كما يوجد طريقين محتملان لتوصيل الخلايا الجذعية إما عن طريق الحقن الوريدي ، أو حقن الخلايا في المخ مباشرة ، وإن كان الحقن الوريدي لا يكون فعالاً إلا بعد إضافة عقار مانيتول إلى الخلايا.
وفي السياق ذاته طورت شركتي نوفاريتس وشيرنج ايه.جي عقاراً تجريبياً أعطي نتائج مبشرة لعلاج سرطاني المخ والقولون عند تناوله مع عقاقير أخرى. ويعرف العقار الجديد باسم "بي.تي.كيه زد.كيه" وهو مركب يوقف تدفق الدم حول الأورام السرطانية ، وقد تم استخدامه مع عقار "فولفوكس-4" وهو خليط من عناصر العلاج الكيماوي في علاج سرطان القولون في 35 مريضاً لم يسبق لهم تناول أي علاج حيث بلغت نسبة الإستجابة له 53%، ويؤخذ العقار الجديد عن طريق الفم ، كما يتحمله الجسم تماماً، ولا يتعارض مع فولفوكس، فضلاً عن أنه أكثر فاعلية فى علاج سرطان المخ او الحبل الشوكي وذلك إذا ما تم تناوله مع عقار "تيموزولميد". يذكر أن نسبة إصابة الأطفال بأورام المخ قد بلغت 1% إلى 1.5%.