خرج الطبيب الجراح الشهير سعيد من البيت على عجل كي يذهب الى المطار للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الذي سيلقي بحثا فيه . صعد الى الطائرة واقلعت, وفجأة أعلن ان الطائرة اصابها عطل وستهبط اضطراريا في اقرب مطار .
نزل جميع الركاب من الطائرة, وتوجه سعيد الى مكتب المطار قائلا :
- انا طبيب عالمي كل دقيقة من وقتي تساوي ارواح ناس وانتم تريدون ان ابقى 16 ساعة بانتظار طائرة ؟
اجابه الموظف دون اكتراث :
- يادكتور اذا كنت مستعجل لهذا الحد فيمكنك استئجار سيارة والذهاب بها الى المدينة التي تقصدها.
اخذ السيارة وفجأة تغير الجو وبدأ المطر يهطل واصبح من العسير ان يرى امامه وايقن انه قد ضل طريقه فرأى امامه بيتا صغيرا فتوقف ودق الباب فسمع صوتا لامرأة عجوز يقول:
- تفضل بالدخول كائنا من كنت فالباب مفتوح
دخل سعيد وطلب من المرأة العجوز الجالسة ان يستعمل تلفونها, ضحكت العجوز وقالت :
- هنا لاكهرباء ولاماء حنفية ولا تلفونات, تفضل وصب لنفسك فنجان شاي ساخن وهناك طعام على الطاولة
شكر سعيد المرأة وجلس يأكل والعجوز تصلي وتدعي، وانتبه الى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير .
فتوجه سعيد لها قائلا :
- والله لقد اخجلني كرمك ونبل اخلاقك عسى الله ان يستجيب لكل دعواتك .
قالت له العجوز :
- ياولدي انت ابن سبيل اوصى بك الله كل من في قلبه ايمان, واما دعواتي فقد اجابها الله سبحانه وتعالى كلها الا واحدة ولا ادرى مالسبب ولعل ذلك بسبب قلة ايماني .
قال لها سعيد :
- وماهي تلك الدعوة ؟ فانا مثل ولدك
قالت العجوز :
- هذا الطفل الذي تراه هو حفيدي يتيم الابوين وقد اصابه مرض عضال وقيل لي ان جراحا واحدا قادر على علاجه يقال له سعيد ولكنه يعيش على مسافة كبيرة من هنا واخشى ان ياخذ الله امانته ويبقى هذا المسكين بلاحول ولاقوة فدعوت الله كل يوم وليلة ان يسهل امرى واجد طريقة اعرض بها هذا اليتيم على الدكتور سعيد عسى الله ان يجعل الشفاء على يديه .
بكى سعيد وقال :
- يا أم والله لقد طرت وسرت وعطلت الطائرات وضربت الصواعق وامطرت السماء كي تسوقني اليك سوقا فوالله ما ايقنت ان الله عز وجل يسبب الاسباب لعباده المؤمنين الا في بيتك هذا سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله