نعم .. احببتها .. بجنون وعنف وكبرياء وأشياء كثيرة لا يمكن حصرها.. المهم .. اني احببتها .. فقط .. ولكني لم اراعِ حقها أبداً دست على كرامتها كثيراً .. أذقتها صنوف العذاب جربت معها كل انواع الذل والهوان و التعذيب النفسي و الجسدي .
عفرت وجهها بالتراب كثيراً.. حتى خيل لك انها واجهة لبيت طين قديم.. آيل للسقوط .. ليس هذا فقط .. بل حولتها لحقل تجارب واسع لكل خيالاتي و أحلامي و أسقامي وعللي التي لا تعد ولا تحصى .. أجبرتها على السهر أياماً وليالي متواصلة .. وفي جو لا يحتمله فيل بكامل قواه العضلية .. أجبرتها على السير ظهراً في عز الصيف وفي كل الاوقات من أجل ان احقق رغبة صغيرة تافهه لنفسي .. ليس هذا فقط .. كنت دائماً أحقرها واحط من قدرها واهينها بمقارنات طويلة عريضة مع من هن اجمل منها وافضل في نظري مارست معها كل انواع النذالة والجبروت والظلم حتى الي بالنار .. ولكنها كانت دائما صامدة كالجبل الكبير .. كنت انظر الي دموعها بازدراء و احتقار .. اشمت في كل حركة مترنحة لها بعد ان عانت من تسلطي وجبروتي حتى كادت ان تهلك ..
وذات غضب تركتها في العراء .. تحت الغبار والمطر .. وفي برد الليل القارس في منتصف الشتاء بجوار برميل القمامة تركتها تصارع لكي تبقى على قيد الحياة بينما انا انعم بالداخل .. بدفء النار والحطب .
و بعد ان اجهدني السهر .. غفوت دون ارادة مني .. ولما استيقظت صباحاً .. خرجت .. فقط لالقي عليها نظرة احتقار وتشفي بعد هذا الليل الطويل التعيس البارد ... ولكنت صعقت .. لاني لم اجدها ؟ بحثت عنها دون فائده .. انتابتني احاسيس الحسرة والندم والغيظ .. وخليط المرارة و اللامبالاه .. انفعالات كثيرة متضادة ومتضاربة هزتني من الاعماق .. وقفت .. ترى هل قررت اخيراً الرحيل دون اذن مني ؟؟؟
فكرت قليلاً .. وبعد ان هممت بالاتصال بالشرطة للابلاغ عنها تراجعت .. ثم انتابتني موجة عنيفة من الضحك المرير .. وبصوت سمعه أقصى سكان الحي .. مددت يدي الى علبة بخاخ ألوان ملقاه باهمال على احد رفوف الغرفة خرجت بخطوات مترنحة ووقفت عند الجدار .. اخترت البقعة المناسبة وبدأت تنفيذ خطة الاستعداد
كتبت فقط
*
*
*
*
*
*
اعد سيارتي ايها اللص التعيس.